تفتقر قرى الرحة التابعة لوادي دفا في محافظة الداير إلى مدرسة لتعليم البنات، ما أبقى غالبية فتياتها أميات. وعندما افتتحت وزارة التربية أخيراً فصلاً لمحو الأمية في المنطقة، فضلت هؤلاء الأخيرات، إرسال بناتهن الصغيرات ليتعلمن نيابة عنهن، لأنهن الأحق بحسب وصفهن. ويقول المواطن جابر معتق التليدي من قرى الرحة الذي باع سيارته وتبرع بافتتاح الفصل، إن غالبية بنات المنطقة أميات لعدم وجود مدرسة، ومع افتتاح فصل محو الأمية التحقت به 33 طالبة جميعهن دون 12 عاماً. وطالب بافتتاح مدرسة ابتدائية في قريته النائية"آمل أن تحظى بناتنا بنصيب من التعليم أسوة بغيرهن بدلاً من الأمية التي تعشش في تلك القرى والأودية"، مبدياً استعداده للتبرع بأرض للمدرسة. فيما قال والد إحدى الطالبات:"نعلم أن مدرسة محو الأمية لا تناسب الصغيرات لوجود طالبة عمرها ست سنوات إلى جوار أخرى عمرها 60 سنة، لكن هذا هو المتوافر الآن". وناشد المسؤولين في تعليم البنات سرعة افتتاح مدرسة لبعد قريته عن المدارس، وحاجة أطفال المنطقة الماسّة إليها. من جهته، حمّل مسؤول في تعليم البنات في جازان سكان المنطقة مسؤولية عدم افتتاح مدرسة ابتدائية، لأنهم لم يطالبوا بذلك حتى تتم دراسة الموقع ومدى حاجته إلى مدرسة من عدمه، مؤكداً أن مطالبهم اقتصرت على فصل لمحو الأمية.