حققت اللجنة الميدانية المشتركة لمكافحة الظواهر السلبية في مكةالمكرمة نجاحات عدة في مواجهتها مع أعداد كبيرة من المتسولين والباعة والمعتمرين المفترشين في المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي الشريف. ومنذ بداية رمضان وحتى يوم أول من أمس ألقت اللجنة القبض على نحو 500 متسول، و400 بائع مفترش، إضافة إلى ألفي معتمر مفترش أيضاً في تلك المنطقة بحسب ما أفاد رئيس اللجنة الميدانية المشتركة محمد الشافعي، مشيراً إلى أن هذه الأرقام تعد مؤشراً على حجم المشكلات التي شرعت اللجنة في مواجهتها مع تلك الأعداد الهائلة من المخالفين الذين يستغلون الساحات والميادين المحيطة بالمسجد الحرام لارتكاب مخالفاتهم. ولفت إلى"أن هذه المخالفات جميعها تشكل عائقاً رئيساً لحركة المعتمرين، نتيجة الزحام الناتج منها في المسارات والطرق المؤدية إلى المسجد الحرام، مع ما ينتج من ذلك من إمكان استغلال ذلك الزحام في أعمال السرقة والنشل". لكن يبدو أن معركة تلك اللجنة التي شكلت أخيراً من جهات حكومية عدة في العاصمة المقدسة، مع المخالفين تبدو طويلة وشاقة، إذ تشير تقارير شبه رسمية عدة إلى توافد الآلاف من المقيمين المخالفين لأنظمة الإقامة، وحتى النظاميين منهم، تضاف إليهم أعداد مماثلة من المعتمرين القادمين من الخارج، هادفين إلى استغلال ذلك الوجود البشري الكبير من المعتمرين على تلك البقعة الجغرافية الصغيرة المحيطة بالمسجد الحرام في الحصول على منافع شتى لهم، بطرق عدة غالبيتها غير نظامية مثل الافتراش والتسول، في موسم يعتبر هو الأفضل من غيره لحصد مبالغ مالية طائلة من المعتمرين والزوار. كما أن تساهل الكثير من المعتمرين من المواطنين والمقيمين، إضافة إلى الزائرين من البلدان العربية والإسلامية المختلفة مع تلك الظواهر، وغياب إستراتيجية رسمية واضحة من جانب الجهات المختصة لمعالجة تلك الظواهر يعدان سبباً رئيساً في استمرارية وتفاقم تلك الظواهر بحسب الدراسات السابقة نفسها. وكانت لجنة مكونة من وزارتي الحج والشؤون الاجتماعية وإمارتي منطقة مكةالمكرمة والمدينة المنورة بدأت في أيلول سبتمبر الماضي إجراء دراسة أبحاث علمية ميدانية تتعلق بالطرق العملية المناسبة والكفيلة بعلاج تفشي ظاهرة التسول في المدينتين المقدستين. كما شكلت لجان مشتركة بين هذه الجهات الحكومية لدرس المشكلة واتخاذ الإجراءات النظامية الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة التي تشهدها مكةالمكرمة والمدينة المنورة طوال العام، وخصوصاً في مواسم الحج والعمرة ومدة الحملة 60 يوماً، كل ذلك في سبيل الوصول إلى حلول جذرية لمشكلة التسول إحدى الظواهر السلبية التي تكافح اللجنة من أجل القضاء عليها. يذكر أن اللجنة المشتركة لمكافحة الظواهر السلبية شكلت من جهات رسمية وحكومية عدة من بينها إمارة منطقة مكةالمكرمة، وإدارات شرطة ومرور وأمانة العاصمة المقدسة وإدارة مكافحة التسول، إضافة إلى عدد من الجهات الحكومية المختصة ذات العلاقة بمحاربة ومكافحة الظواهر السلبية الناشئة في المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام.