على غير عادتهم كل عام، امتنع صائدو الطيور في المنطقة الشرقية، عن ممارسة هواياتهم في بحيرة الأصفر في محافظة الأحساء، خوفاً من إصابة الطيور بعدوى الأنفلونزا. ويمتد موسم صيد الطيور المهاجرة من تشرين الثاني أكتوبر وحتى كانون الأول يناير من كل عام، وهي الفترة التي تشهد رحلة الطيور من المناطق الباردة في آسيا، خصوصاً من سيبريا في الاتحاد السوفيتي وإيران وباكستان، نحو المناطق الدافئة في أفريقيا. وتجتذب بحيرة الأصفر 30 كيلومترا شرق مدينة الهفوف أعداداً متنوعة من الطيور، خصوصاً البط والأوز، ويقبل الصيادون من محافظة الأحساء ومناطق أخرى في المملكة على البحيرة، لاصطيادها. بيد ان انتشار أنفلونزا الطيور، حال هذا العام دون انتشار الصيادين في أجزاء البحيرة. وينتظر الصيادون موسم هجرة الطيور بشغف كبير، لممارسة هواية الصيد وأكل ما يصطادونه، ولا يبالون كثيراً بمشاق رحلة القنص داخل وحل البحيرة والحشائش الطويلة، التي تمتد عدة كيلومترات. وتزداد ذروة الصيد مع قدوم الطيور المهاجرة في فصل الشتاء وبرودة المناخ في المملكة. وتتنوع الطيور إلى سلسلة طويلة من الأسماء، تختلف عن المسميات العلمية المعروفة عالمياً، ويطلق الصيادون الأسماء بحسب أشكال الطيور ونوع غذائها، حتى باتت مشهورة بينهم بتلك الأسماء المتعددة والبسيطة. وتقضي عشرات الطيور أوقات في البحيرة، قبل ان تستأنف رحلتها نحو المناطق الدافئة، وأبرزها البط المعروف بحجمه الكبير، والأوز الأصغر حجماً. ويحمل الأوز سلسلة طويلة من الأسماء المتداولة محلياً، بحسب أشكاله وألوانه، منها"حذف"و"بو مغرفة"و"الغريزي"و"معنق"و"بو سنبلة"و"فارسي"و"قطيسي"و"قطيسي أصفر العيون وأحمر الرأس"و"الخضيري"و"شهرمان"و"بو خرخاشة"و"دفن". أما البط فالمشهور منه"كندي"و"مالك الحزين"و"الخصيفي"و"الزرقي"و"القردة"و"الصيومي"و"خمامي". إضافة إلى أنواع أخرى من الطيور، منها"معزة"و"النورس"و"درج"و"قطو"و"بو منجل"و"بو سمهوج"و"روعة"و"سويد"و"ديك معد". وتتوسط بحيرة الأصفر"منطقة برية، تحمل اسم"بر الأصفر"أيضاً، واكتسبت اسمها من لون الرمال الصفراء، وهي منطقة معروفة بطيورها وحشائشها. وتبلغ مساحة البحيرة ثلاثة كيلومترات مربعة. وتتكون من أربع بحيرات متسلسلة، تصب في ثلاثة أجزاء، تتفرع منها عبر جداول كبيرة ومتواصلة. ولم تقتصر المخاوف من أنفلونزا الطيور على الصيادين في بحيرة الأصفر، بل شملت مزارع في محافظة الأحساء، اتخذت إجراءات وقائية تحول دون وصول الداء، خصوصاً في مزارع الدواجن المنتشرة في الأحساء. التي لم يعلن إلى الآن عن تسجيل إصابة بالمرض فيها.