"قرقيعان وقرقيعان بين قصير ورمضان عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم يا مكة يالمعمورة يا ام السلاسل والذهب يا نورة"أهزوجة يتغنى بها أطفال الخليج العربي والمنطقة الشرقية وبعض الأسر في مدينة الرياض في مهرجان الاحتفال بمناسبة القرقيعان وذلك في يومي 14 و 15 من شهر رمضان. في المناسبة يرتدي الصغار من بنات وأولاد ملابس تقليدية مزركشة"الدراعات"و"البخانق"ويحملون أكياساًذات أحجام وألوان مختلفة تتدلى من رقابهم ويتجمعون بعد الإفطار على شكل جماعات، لكل منها قائد، يطوفون الأزقة والحواري ويطرقون أبواب منازل الحي مرددين أهزوجة القرقيعان فيمنحهم صاحب المنزل الذي يكون مستعدا لذلك بغض النظر عن مستواه المادي ما يطلبون من مكسرات وحلويات، ومن يعطي الأطفال مايجود به فسيسمع الأهازيج الحلوة"سلم ولدهم يالله خله لأمه يالله"والبعض يقول:"عساكم من عواده ولا تقطعون العادة". ومن ناحية أخرى، ترى الأهل يستعدون لهذه المناسبة قبل أيام وذلك بشراء الملابس الخاصة للأطفال والأكياس التي تعلق على رقابهم والهدايا الصغيرة الخاصة بهم وشراء الحلويات والمكسرات التي يتم توزيعها على الأطفال بمقدار معين يزيد كلما زاد هتاف الأطفال بحياة اصغر أبناء صاحب المنزل بقولهم:" رقيعان في بيتهم الله يخلي وليدهم"وإذا كانت بنتا يهتفون"قرقيعان بسكتهم الله يخلي بنيتهم"ويذكرون اسم الولد أو البنت ليشعروا بالفرحة. ولإحياء التراث والتقاليد الشعبية تحتفل بعض الروضات والمدارس والجمعيات الخيرية في هذه المناسبة بمشاركة الأهالي والأطفال، ويتم توزيع المكسرات والحلويات على الأطفال وسط جو الفرح والسرور. والبهجة. إضافة إلى القيام ببعض الأنشطة الترفيهية والتي تتضمن بعض الفقرات الفلكلورية والشعبية. وشهدت المناسبة في الأعوام الأخيرة توجه الناس إلى البذخ والتباهي فأصبحت المناسبة مكلفة لحرص كل عائلة على التميز فالبعض صار يقوم بعمل البوفيهات التي تحتوي على ما لذَّ وطاب وتوزيع النقود والأكياس المغلفة بطريقة فاخرة تحتوي على حلويات غالية الثمن. وبعد أن كانت الأسر تفتح أبوابها للأطفال في الماضي للاحتفال بهذه المناسبة أصبح الناس الآن يستأجرون الاستراحات لهذا الغرض ويقومون بدعوة الأهل والأصدقاء وأطفالهم للمشاركة في القرقيعان. وتعود التسمية الدارجة"القرقيعان"إلى استخدام الأطفال في الماضي بعض الأواني مثل"الطاسة"أو"القدر"للقرع عليها، ويقول البعض ان معناها لغوياً هو قرة العين بشهر رمضان الكريم، ويرى آخرون ان كلمة قرقيعان تعني السلة الكبيرة المصنوعة من سعف النخيل التي يوضع فيها خليط المكسرات والحلويات لتوزيعها على الأطفال.