قال الأمين العام للجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم عبد الرحمن محمد الناصر، إن المساعدات التي تصل إلى اللجنة هي حصيلة تضافر جهود ولاة الأمر وأهل الخير، مشيراً إلى أن برامجها تتلقى الدعم والمساندة من القطاعين العام والخاص على السواء. وأضاف في حوار مع"الحياة"أن رئاسة وزير الشؤون الاجتماعية للجنة تسهم إلى حد كبير في تذليل عقبات تواجه عملها. وأوضح أن اللجنة تركز على إكساب السجين حرفة ليتمكن من الانخراط في سوق العمل وفي محيطه الأسري. ودعا الموسرين إلى المساهمة في عدد من المشاريع التي شرعت اللجنة أخيراً في تنفيذها، من أجل النهوض بأحوال السجناء والمفرج عنهم وأسرهم، وهذا نص الحوار: كيف تقنعون التجار ،مثلاً، بالمساعدة في تنفيذ برامجكم؟ - نتواصل من خلال إدارتي تنمية الموارد والعلاقات العامة مع التجار، بتعريفهم بدور اللجنة وأهدافها وبرامجها، وبخاصة أنها أنشئت بموجب قرار سامٍ، كما أن هناك فتوى من سماحة مفتي عام المملكة بجواز صرف الزكاة والهبات والصدقات لهذه الفئة من السجناء، لأنهم مستحقون لها شرعاً، ويتم إبراز دور هؤلاء التجار بتكريمهم ليعلموا أن جهودهم مقدرة من الجميع. وماذا عن العقبات التي تواجه عمل اللجنة؟ - إن ما يخفف عبء المسؤولية عن كاهلي في هذا الصدد، هو أن اللجنة تحظى برئاسة معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور علي بن إبراهيم النملة، وتضم 13 مندوباً من الجهات الحكومية ذات العلاقة، لدراسة ومناقشة ما يتعلق ببرامجها وخططها وتلافي أي عقبات. ما الدور الذي تقومون به لمعالجة قصور نظرة المجتمع إلى السجين؟ - اللجنة الرئيسية لرعاية السجناء مهمتها رسم الخطط والبرامج للجان الفرعية، والعمل على تفعليها، والعمل الميداني هو من مهام تلك اللجان الموزعة على مختلف مناطق المملكة، فهي تتابع أحوال السجناء والمفرج عنهم وأسرهم، بما يتوافق مع مقتضيات المصلحة العامة وما يتطلبه الموقف. علاوة على تهيئة المناخ المناسب في مجتمع السجين الصغير وهو أسرته، لاستقباله بعد الإفراج عنه وخروجه من المؤسسة الإصلاحية، فإنه لا بد من السعي إلى تقبله وجعله يشعر باحتضان الأسرة له، وهذا لن يتأتى إلا بتقديم برامج متكاملة للمجتمع بشكل عام، وأسر السجناء والمفرج عنهم بشكل خاص. وهذا هو ما تسعى الأمانة العامة للجنة لتطبيقه عبر برامجها وخططها على أرض الواقع، عن طريق اللجان الفرعية في المناطق مستقبلاً. ماذا تقدم اللجنة إلى أسر السجناء؟ - يعد السجناء والمفرج عنهم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع، ولا يمكن فصلهم أو بترهم من مجتمعاتهم مهما كانت الظروف، لذا فإنه يتحتم تبني البرامج الإصلاحية التي تعيدهم إلى حظيرة المجتمع السوية، ومن الآمال والتطلعات المستقبلية تجاه هذه الفئة التي ستقوم اللجنة بتفعيلها الآتي: إقامة برامج للمفرج عنهم وإنشاء دور خاصة لتأهيلهم. إقامة بيت منتصف الطريق استراحة، لتهيئة تقبل الأسرة للمفرج عنه واحتوائه. إقامة برامج رعاية لاحقة تضمن عدم الرجوع إلى الجريمة، بداية من دخول السجين للسجن. - هل تقدم اللجنة أموالاً لأسر السجناء؟ * نحن ندرك أن أسرة السجين بلا ذنب، فلا بد من أن تكون محل الرعاية والاهتمام، حتى لا يكونوا عرضة للابتزاز من قبل ضعاف النفوس، واللجنة تعمل جاهدة في دراسة ما يردها من حالات من قبل أسر السجناء، الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة، وتقديمها وفق إمكاناتها ومواردها، ونحن على ثقة بأن الأمور تسير من حسن إلى أحسن. كيف يتم توثيق الصلة بين اللجان ومديري السجون؟ - مساعدة أسر السجناء ضرورية لمواجهة ظروف الحياة، سواء أكانت مادية أو عينية، فالأمانة العامة تدرس ما ترى أنه مناسب، وطريقة تقديمه، بحيث تقدم المساعدات العينية بطريقة تتناسب مع كرامتهم وإنسانيتهم، فلدينا مثلاً مشروع سلة الغذاء، الذي سوف يوزع على اللجان الفرعية في المناطق كافة لتوزيعه على أسر السجناء، بحيث يكون محتوياً على 14 صنفاً تقريباً في شكل متناسق. هل يوجد متخصصون نفسيون وتربويون واجتماعيون داخل اللجنة؟ - العلاقة بين اللجان الفرعية ومديري السجون لا شك أنها علاقة مترابطة تكاملية، لتفعيل دور هذه اللجان تجاه هذه الفئات التي ترعاها، وذلك بالعمل على تدارس المرئيات والخطط والبرامج المطلوب تنفيذها، ولا سيما أن رؤساء بعض اللجان الفرعية من مديري السجون. ما مستوى الخدمات التي تقوم بها اللجنة في بعض الأمور التي تتعلق بالسجناء؟ - نعمل على إيجاد العديد من الكوادر في مختلف التخصصات المفيدة، ولا سيما أن المتخصصين النفسيين والاجتماعيين والتربويين والشرعيين من أوائل منسوبيها، وسيتم دعمها مستقبلاً بما تتطلبه الحاجة وفق امكاناتها. واللجنة تقدم خدماتها للسجين وللمفرج عنه وللأسرة، بحيث يكون هناك نوع من التوازن في تقديم الخدمات. فالسجين محط الاهتمام والرعاية من حيث البرامج التوعوية الدينية، بعد التنسيق مع إدارات السجون في ذلك، لتتضافر الجهود حفاظاً على سلوكيات السجين والتهيئة النفسية له، وإكسابه التأهيل الشامل بجوانبه المتعددة، اجتماعياً، ونفسياً، ودينياً، وتعليمياً ومهنياً، مع التركيز من الناحية المهنية على تعليمه حرفة، ليتمكن من الانخراط في سوق العمل من دون عوائق تجعله ينتكس إلى طريق الزلل والانحراف مرة أخرى. هل للمرأة دور داخل اللجنة؟ - للمرأة دور أساسي تسعى الأمانة العامة للجنة لتفعيله، ولحين تنفيذ ذلك فهي تتعاون مع القطاعات المسؤولة عن الأعمال النسائية، مثل مكاتب الإشراف النسائي، وجمعيات البر، والجمعيات الخيرية في مجال عمل الباحثات الاجتماعيات والنفسيات. هل هناك آلية لمعالجة حالات المعسرين من السجناء؟ - ننسق مع عدد من المؤسسات الخيرية والمديرية العامة للسجون، لسداد ديون سجناء الحق الخاص. كلمة تختمون بها هذا اللقاء؟ - أود أن أطمئن الداعمين على أن تبرعاتهم ومساعداتهم تصرف على فئة غالية علينا، هم منا ونحن منهم ، ولدينا بعض مجالات التبرع كمشاريع لمن يرغب في المساهمة فيها، وهي كالآتي : مشروع سلة الغذاء لأسر السجناء، مشروع تدريب السجناء والمفرج عنهم، مشروع توظيف المفرج عنهم، الدعوة إلى الله في السجون وتحفيظ القرآن الكريم بكفالة الدعاة والمحفظين، نشر الكتاب والشريط والمسابقات الثقافية، سداد الديون وفك المعسرين،مشروع هدية المفرج عنه، مشروع سلة العناية الشخصية لأسر السجناء، مشروعات صغيرة للمفرج عنهم للمهن التي قاموا بالتدريب عليها أثناء السجن،مشروع صدقة الفطر، مشروع الملابس الشتوية والصيفية لأسر السجناء،مشروع وقف دائم للجنة على مشاريعها وتنمية مواردها. تكاتف الجهود الحكومية والأهلية تأسست اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 2 بتاريخ 1/1/1422ه، على أن يكون مقرها مدينة الرياض، ويتبعها عدد من اللجان الفرعية في مختلف مناطق المملكة، ويتولى رئاستها وزير الشؤون الاجتماعية، ويشترك في عضويتها ثلاثة عشر عضواً من مختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص . وتهدف اللجنة لتحقيق الآتي 1- تطوير البرامج داخل المؤسسات الإصلاحية والسجون. 2- اتخاذ الوسائل الكفيلة برعاية السجناء ونزلاء الإصلاحيات وأسرهم . 3- اتخاذ الوسائل الكفيلة برعاية المفرج عنهم وأسرهم بما يؤدي إلى عدم عودتهم إلى الجريمة مرة أخرى . 4- إجراء الدراسات العلمية التي تعمل على إصلاح السجناء ونزلاء الإصلاحيات والمفرج عنهم ودارسة البدائل الممكنة للسجن. وتعتمد في عملها على تكاتف الجهود بين القطاعين العام والخاص، لتحقيق تطلعات وتوجيهات ولاة الأمر. وهي لجنة أهلية خيرية لها شخصيتها الاعتبارية، تعتمد في مواردها المالية على أهل الخير والموسرين.