يبدو الهلال بالعيد تلك اللحظة التي تظل تتجول عبر وجوهنا... فنجزم بأنه كل الصور الجميلة... وهلال العيد... هو ذلك الحلم الأزرق الذي نسجه عاشوه بخيوط كتبها هو أبداً لكل ختمٍ على ورقة وردية عطرية!! وفي العيد... نقرأ الهلال للوردة... كما يقرأها الخلص بقلب راعش... وفي العيد... رفض جفني مثل أولئك العاشقين... واختلج بنبض قلبي لأني نِمْر غض الحلم أخاف عليه... لكني لا أخاف منه!! والهلال في قلبي... مشبوب العواطف لكنه... وعد بالسعادة!! فمهما جاءت المناسبة أو جاء العيد... يسرق النظر إلى نضارة وجهه الجميل... والهلال في العيد هو الهلال!! بل هو هلال العيد!! يكتب للفرح أسطراً ولا يتوقف!! أرأيتموه هذه الليالي العيدية وهو يوزع ابتساماته ويحول كل حب إلى فرح؟! أما أنا فأراه دائماً يعتقل كل مناسبة... ويشغل الفرحة في كل روح... بل ويشرق وجهه أمامي بابتسامة وارفة. وحين يغدو العيد بشارة الأمل وصباحات الفأل ومساءات الوفاء... يمشي الهلال في فرح العطر وبوجه جفناً وبسمة تهتز له كل مشاعر الوجدان فيرسم للمناسبة كلمات مشتعلة... نطويها بكراسة فخره ورقة حب لنا... يقول فيها اقرأوا. - إقرأوني... - فصوتي للعيد موسم مهموس صميم حين يصافح الوجوه!! - وصوتي بالعيد مرهف للعاشقين والمولعين بي!! الإصفاء تشاهدوه يجري نشواناً جذلاً وكأنه يسابق في صحراء وراء غزال نافر كطيف نوراني!! وهلال العيد يروي الظمأ في اتجاه منبع الوداد والألفة المسفوحة على الجباه والجبين!! هو الذي يبدو بعون الله لحظة الفرحة التي رسمت في الألوان بعداً لا تقوى عليه الصفحات!! وأحدثت انسجاماً بين الحب والحب!! فركض الفرح يمنح بني هلال العيدية المطرزة بدفئه وعباءته المتوشحة بلون السماء وبطعم العيد. وكان هذا العيد... هلالاً يتدفق كالنبع الأزرق نسمعه ونراه، فيطل إطلالة الغزال فلا يعثر إلى على الزلال حين يكون في جريه يحدو!! وكان هذا العيد... ظبية وجدانية من لحظها ولظاها يسقي الهلال رقته لنا ويجمع شتات عشقه!! والهلال... لا يحدوه السراب أبداً، لأنه يتحسس كل مناسبة لمحبيه يهنئهم ويصافحهم كوجيب القلب ويستنسخ جماهيره ويستنسخونه، ونراه في كل عيد لا ينطفئ بفتور. لذا... نستمتع لنداءاته وأعيننا على وهج ضوئه المشتعل. وفي كل عيد... نفتح للحلم الأزرق كراسة نكتب فيها بوح الأمل بما يساورنا... وبما يستدرجنا طموحنا... وعندئذ... ستغمرنا عطور الهلال الطافحة وشذا وروده!! لسوف يبدو الهلال بعد العيد وبعون الله رسائل الرذاذ البطولي وهمس الوطن الطليقة في الأفق المنفتح على مداه!! دمث في كل مناسبة أيها الهلال الموغل في الوجدان!! دمت عيداًً تفترش لهاليل الحب الرائعة وتحضن شهقة الورد. لأنك لغة قلب يموج بالنشيد المستباح، فيحصب في شبابه البوح مؤثراً البسمة والأفراح!! نعم... أنت العيد. وهلال العيد... وقبلات العيد... وعفوية العيد... نغمك يجلب المحبين ليحتسوا كأس الود دائماً ولتبدو أنت تلك اللحظة التي تظل تتجول عبر وجوهنا فنسبح في مزهيرات العمر... ونرسم الحب المسيج بالشذا فتوقظ القبلات ونوزع ثبر الذكرى!!