يعيش في ذاكرة كل منا، عندما كنا صغاراً، تلك اللحظات والمواقف الجميلة التي تحدث قبل وأثناء موعد نحر الأضحية، وفي ظل الواقع السريع للحياة، تغيرت ثقافة المجتمع من البدائية إلى التطور الهائل الذي نشهده في كل مناحي الحياة، ما أثر في ثقافتنا وكذلك، سلوكيات الجيل الجديد. ويحاول الآباء مع هذه التطورات تعليم أبنائهم هذه السنة المؤكدة، التي بدأت بقصة إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام، حيث افتداه الله سبحانه وتعالى "بكبش سمين". ومع الأطفال واهتمامهم بذلك الحيوان الأليف، من رعايته وحتى الوقوف على نحره، تنشأ قصص طريفة ومتنوعة، ولعلنا وفي هذه الأيام الجميلة نستمتع سوياً معكم برصدها. عبر عيسى الناصر وأخوه محمد عن مدى سعادتهما لوجود أضحيتهم في "حظيرة أغنام" لعمهم الكبير، وهم متحمسون جداً لمشاركة أبيهم في شراء الأضحية ورعايتها، ويعدون مشاهدة الأضحية بالنسبة إليهم تجربة شيقة وممتعة. وأما الطفل راكان البراق 12 عاماً فيذكر لنا موقفه ضاحكاً، في العام الماضي تشجعت للامساك بالضحية مع والدي، وأثناء الذبح تناثر الدم وأفسد "كشخة العيد" وتركت أبي يتصرف مع الضحية وحده وهو يناديني ويضحك علي بقوله: "الرجل ما يترك أبوه"، أما اليوم فيتوعد بحماسة شديدة ويقول، سأذبح الأضحية وحدي. وتؤكد نجود 9 أعوام أنها محبة للحيوانات الأليفة، وأنها في العام الماضي وفي منزل جدتها في القرية، نشأت علاقة حميمة بينها وبين هذا الحيوان الجميل، الذي أحضره والدها قبل العيد بعشرة أيام حيث كانت ترعاه مع جدتها. وفي ليلة عيد الأضحى المبارك، أخبرتها جدتها بأن غداً موعد نحر الأضحية، ما جعلها تحزن حزناً شديداً وأسرعت إلى والدها ترجوه عدم ذبحها، وقد طمأنها بقوله "إن شاء الله يكون خير". وذهب الجميع في صباح يوم العيد لذبح الأضحية من دون علمها وهي تغط في نوم عميق.