أعرب السفير البولندي في الرياض آدم كولاخ في لقاء خاص مع "الحياة"، عن فرحة الشعب البولندي قاطبة، بنجاح العملية الجراحية المتعلقة بفصل الطفلتين السياميتين، وبدا خلال اللقاء سعيداً بهذا الحدث الذي وصفه بالإنجاز الكبير، وقال إن كلمات الشكر جميعها لا تعبر عن امتنانه والشعب البولندي لما قام به الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، وإنسانية ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، حيث تولى تكاليف العلاج على نفقته الخاصة، وخلال اللقاء تطرقنا إلى الجوانب السياحية في بلد السفير، والعلاقات بين البلدين وكيفية استثمارها، فكان الحوار التالي: تابع الجميع مجريات عملية فصل التوأمتين أولغا وداريا، كيف تم التنسيق لإجراء هذه العملية؟ وكيف تلقت الأم هذا النبأ؟ - لم تصدق الأم في البداية عندما عرض عليها الدكتور الربيعة إمكانية فصل التوأمتين وتحمل الأمير عبدالله جميع تكاليف العلاج على نفقته الخاصة، إذ لم تكن تعرف الكثير عن السعودية، ولكن بعد تلقيها الخبر شرعت في البحث والاطلاع عبر الإنترنت عن طبيعة الشعب السعودي، وعلى الرغم أنها وجدت ما يثلج الصدر خلال بحثها، إلا أنها تفاجئت بكرم لا حدود له، وتم التنسيق مع سفارة السعودية في بولندا، التي قدمت كذلك إجابات واضحة لكل تساؤلاتها، وقدمت جميع التسهيلات والمساعدات إلى أن تمكنت من القدوم إلى المملكة برفقة طفليها لإجراء عملية فصل التوأمتين. كيف تابع البولنديين مجريات العملية؟ وماذا بعد نجاحها؟ - لقد تابع العالم بأسره مجريات العملية وليس البولنديين فقط، ولكنه قد يكون أكثر ارتباطاً بالتوأمتين، وكانت المتابعة عبر وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، إذ كانت العملية تشغل العالم، وبعد نجاح العملية، عمت الفرحة قلوب جميع المترقبين، ولذلك يمكن أن تكونا سفيرتين للحب والسلام. هل من كلمة لكل من أسهم في هذه العملية؟ - الحقيقة أنني شخصياً عاجز عن الشكر، ومهما ذكرت فلن أوفي حق من ساهم في هذا العمل الإنساني، خاصة ولي العهد والدكتور الربيعة، ولكنني عموماً أتوجه بالشكر الخالص لكل الشعب السعودي على هذا الكرم الكبير، وهو ليس بالشيء الجديد على أبناء هذا البلد الطيب. ماذا عن العلاقات الثنائية بين البلدين؟ وهل تعتبر هذه العملية ثمرة هذه العلاقات؟ - العلاقات بين البلدين عريقة وتعتبر متينة كذلك، إلا أن العلاقات الدبلوماسية، انطلقت منذ عشر سنوات، وسنحتفل قريباً بمرور عشر سنوات على العلاقات السعودية البولندية الديبلوماسية، ونعمل دائماً هنا في السفارة على تطوير هذه العلاقات، وذلك بابثعات طلبة سعوديين إلى بولندا لاستكمال دراستهم، وأيضاً من أجل التبادل الثقافي، وقد تم مؤخراً إرسال عدد منهم لاستكمال دراستهم للصيدلة. وخلاصة القول العلاقة جيدة ونعمل على تطويرها. ما مميزات بولندا السياحية؟ وهل هناك تمييز للسائح السعودي؟ - تعتبر بولندا من أكثر الدول المتوافرة على مقومات سياحية متنوعة، بدءاً من المقومات الطبيعية ووصولاً إلى طبيعة الشعب البولندي المضياف والمحب للسلام، مروراً بمستوى الفنادق والخدمات السياحية، أما عن تمييز السائح السعودي، فهناك تمييز لصالحه بكل تأكيد، ويمكنك أن تتخيل معي الآن بعد هذه الوقفة الطيبة للسعوديين مع أولغا وأختها داريا، كيف سيستقبل أبناء بولندا السعوديين الذين يزورون بلادهم ، أعتقد أن الإجابة واضحة، ولكن للتوضيح فقط، فنظراً لطبيعة الشعب السعودي المحافظ، فنحن نعمل على توفير خدمات خاصة للعائلات السعودية، مراعاة لخصوصيتهم، ولا أضن أن هناك أي عوائق تمنعهم من زيارة بولندا، وأقول لهم إنهم أناس مرحب بهم في أي وقت. كم يبلغ عدد الجالية البولندية في السعودية؟ وما مدى قربهم من السفارة؟ - الجالية البولندية المقيمة في السعودية حوالى المئتين، ويعمل معظمهم في المجال الطبي، ونظراً لأن هذا الرقم ليس بالعدد الكبير، فنحن هنا كلنا أسرة واحدة، فباستثناء الزيارات الرسمية التي يقومون بها إلى السفارة من أجل غرض ما، هناك زيارات ودية يقومون بها أحياناً لرؤية سفيرهم، أو أصدقائهم من موظفي السفارة، وأحياناً أقوم بزيارة بعضهم في منزله، لذا يمكنك أن تصف العلاقة بأنها أسرية أكثر منها رسمية. ماذا عن الجانب الشخصي للسفير البولندي؟ - - يجيب مبتسماً - كمعظم المقيمين في المملكة، لدي علاقات اجتماعية، وأقوم بزيارات لبعض الأصدقاء من السعوديين وغيرهم، وأحب أيضاً أن أخصص أوقاتاً لعائلتي في الإجازة الأسبوعية أو العطل الرسمية، فأنا أقيم هنا مع زوجتي وابني وابنتي، ونقوم معاً بجولات في مدن المملكة بالسيارة، وأستمتع مع عائلتي كثيراً بذلك، إذ تزخر المملكة بمناظر طبيعية متنوعة ومتعددة، بالإضافة إلى طيبة شعبها. ماذا لفت انتباهكم في المملكة؟ - كما ذكرت سابقاً أهم ما أثار انتباهي تعدد المميزات الطبيعية في المملكة، وطيبة الشعب السعودي، بالإضافة إلى التقدم السريع الذي تشهده المملكة في كل الجوانب، وهو ما يدل على كفاءة المسؤولين في كافة القطاعات. السيرة الذاتية - الإسم: آدم كولاخ. - تاريخ الميلاد: 10/1/1965 - مكان الميلاد: لوبلينياس، بولندا - الحالة الاجتماعية: متزوج، أب لطفل وطفلة. - اللغات التي يجيدها: الإنكليزية، العربية، الروسية، والفرنسية. المؤهلات العلمية - حاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من المعهد الوطني للعلاقات الدولية، من موسكو سنة 1991. - الدراسات العليا بعد الماجستير في الخدمة الخارجية بالمعهد البولندي للشؤون الخارجية، وارسو عام 1992. - الدراسات العليا بعد الماجستير في الحقوق والاقتصاد للمجموعات الأوروبية بجامعة وارسو عام 1992. - الدراسات العليا بعد الماجستير في الإدارة في جامعة وارسو عام 2001. الخبرات العملية - سنة 1992 استشاري في وزارة الخارجية إدارة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأستراليا وجزر البحر الجنوبي. - سنة 1993 سكرتير ثان ثم سكرتير أول في سفارة بولندا بطرابلس في ليبيا. - سنة 2000 استشاري ثم استشاري الوزير ثم مستشار في وزارة الخارجية إدارة الشرق الأوسط وأفريقيا. - سنة 2004 سفير جمهورية بولندا في السعودية.