حذر خبراء أمنيون من "العائدين من العراق"، على اعتبار أنهم يمثلون "الخطر المقبل"، داعين إلى ضرورة عدم إغفال البُعدين النفسي والاجتماعي عند التعامل معهم أمنياً وشرعياً. ولفتوا الى امكان تجنيد التنظيمات الارهابية بعضهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، وأكدوا ضرورة التعامل معهم من ناحية أمنية شرعية نفسية اجتماعية. ويعيش الإرهابيون في السعودية حالاً من العجز والإحباط، بعد ضربات موجعة في فترة وجيزة، خسروا خلالها عناصر بارزة في تنظيمهم الضال، الذي يوشك على الانهيار وفق مؤشرات عدة رصدها خبراء في علم النفس والجريمة. ويقول الباحث في علم النفس والجريمة في كلية الملك فهد الأمنية، الدكتور تركي العطيان: إن "القضاء على العناصر البارزة في أي تنظيم إرهابي يؤدي إلى انهيار الروح المعنوية لدى أفراده، ويصبحون غير قادرين على التواصل مع قياداتهم على مختلف تصنيفاتهم، ويصاحب ذلك ? عادةً - شعور سلبي انفعالي، ما يعوق عناصر وقيادات الجماعة عن القيام بمهامهم ضمن التنظيم، ويتولد إحساس بأن هناك مخاطر ومصائب تواجه الجماعة في طريق تحقيق أهدافها". ويضيف العطيان "يقل كذلك مقدار توحد الفرد مع التنظيم ودفاعه عن أهدافه وارتباط مصيره بمصير التنظيم، ما يصعب على الجماعة القيام بمهامها، وهذا يؤثر نفسياً ومعنوياًً على أفراد التنظيم، ويجعل القياديين منهم يحتاجون إلى وقت للعودة إلى جو التنظيم مرة أخرى وأهدافه واتجاهاته". ويرى أن استهداف السلطات الأمنية العناصر القيادية، مثل خالد الحاج وعبد العزيز المقرن وغيرهما، بضربات موجعة جعل بقية الإرهابيين يشعرون بالقلق والخوف على مصيرهم، ويدركون أن الدولة قادرة على صدهم والقضاء عليهم. ويقول العطيان: "هناك قاعدة نفسية للقدوة الحسنة تقول: إن الإعجاب بشخص ما كقائد يجعل معجبيه يتبعونه، ومن باب أولى أن يتأثر أفراد التنظيم بهذه الضربات التي صفت قيادات التنظيم المتدربة والمتمرسة على العمل الإرهابي، ما يوحي للعناصر المطاردة أنهم أهداف سهلة المنال، خصوصاً أن القيادات الحالية للتنظيم هشة وعشوائية". ويشير إلى أن الدليل على هذه العشوائية استهدافهم لوزارة الداخلية، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً من التنظيم، بينما لم يلحق أي ضرر ملموس بصفوف رجال الأمن. ويضيف أن مبنى الداخلية ليس محصناً بثكنات عسكرية ويفتح على أربعة طرقات ومن ثمّ تعتبر العملية الإرهابية التي استهدفته عملية طائشة تشبه سلوك الفراشة مع فارق التشبيه عندما تسير إلى النور حتى تصطدم به وتلقى حتفها. ويقول المحلل السياسي الدكتور عبدالله القباع: "بكل تأكيد إن الضربات المؤلمة والموجعة التي تلقاها التنظيم سواء داخل السعودية أو خارجها أفقدته صدقيته التي كان يتشدق بها، ويحاول بمختلف الوسائل والأساليب إقناع الشباب العربي والإسلامي بأن التنظيم يهدف إلى إعادة مجد الإسلام". ويضيف القباع "إن الشعارات البراقة التي كان التنظيم يرفعها انكشفت وزال القناع السرمدي الذي كان يختفي وراءه، ومن ثم فقد صدقيته وأصبح يصنف ضمن التنظيمات الإرهابية التي تدعمها بعض الأنظمة العميلة"، مؤكداً أن تنظيم "القاعدة" سوف يتلقى ضربات مؤلمة سواء من السلطات السعودية وشعبها أو من الأنظمة العربية أو الإسلامية أو الحكومات الأخرى. ويتوقع أخصائي العلاج النفسي بندر خالد العتيبي أن تقوم عناصر التنظيم بالانتحار لكونها تعيش في ضغوط نفسية وتوترات وقهر وانهيار نفسي.