أشعلت إجازة عيد الأضحى المنافسة باكراً في سوق السفر السعودية، خاصة وأنها تعتبر"طويلة"نحو 25 يوماً، مقارنة بالأعوام الماضية. وتسابقت الشركات ووكالات السفر والسياحة لتقديم عروضها السعرية المعروفة باسم package، وطرح تحالف من أربع شركات، هي: الفيصلية للسفر والسياحة، الركائب للسفر والسياحة، الزاجل للسياحة والسفر، المكتب السعودي للسياحة والطيران، أولى العروض إلى مدينة شرم الشيخ لمدة أسبوع في الفترة من 19-25 يناير كانون ثاني الجاري. كما طرحت شركات أخرى بشكل منفرد، مثل: العمودي للسفر والسياحة، فدعق، والطيار عروضاً تشمل عواصم عربية ودولية أخرى. وتشمل عروض الشركات: تذكرة السفر على الدرجة السياحية، الإقامة في فنادق من فئة خمس أو أربع نجوم أو شقق مفروشة، وجبة الإفطار المجانية، والتنقلات المجانية في رحلتي الوصول والمغادرة. وتتراوح قيمة العروض إلى مدينة شرم الشيخ خاصة ومدن الساحل الشمالي المصري بين 2500 إلى 3000 ريال سعودي 666 إلى 800 دولاراً. وفي المقابل، فإن عروض السفر لقضاء مدة أسبوع في دبيوماليزيا وبيروت تتراوح بين 3500 إلى 5000 ريال سعودي 933 إلى 1333 دولاراً. وتقدم الشركات أسعاراً خاصة بالنسبة للعائلات التي يرافقها عادة الأطفال ممن تقل أعمارهم عن 12 عاما. ويقول رئيس مجموعة الاقتصاد والأعمال المتخصصة في السياحة والسفر ياسين آل سرور"إن مواطني بلاده يبحثون المحطات التي تشبع حاجتهم في الإجازة القصيرة بقضاء أوقات ممتعة وبأسعار جيدة". وأضاف في حديث مع"الحياة"،" تبدأ عملية البحث عن المكان المناسب لقضاء الإجازة من اختيار المحطة المراد السفر إليها، والطقس، وأسعار الفنادق أو الشقق السكنية، ووجود مهرجانات تسوق تحفز في تفضيل محطة عن غيرها، وأسعار التذاكر وساعات السفر". ويوضح أن هذه العوامل ساعدت الشركات السياحية في تحديد وجهات السفر، فأصبحت كل العروض تقريباً تنصب في ثلاث محطات رئيسية، هي: القاهرة، وبيروت، ودبي،"وإن شهدت في الآونة الأخيرة دخول محطة ماليزيا كمنافس جديد"على حد اعتقاده. وقدر آل سرور حجم عمليات السوق خلال فترة عيد الأضحى بنحو 300 مليون ريال تقريباً، اعتماداً على أرقام غير رسمية تشير إلى سفر نحو 100 ألف سعودي في متوسط كلفة الرحلة بثلاثة آلاف ريال. وفي ذات الشأن، اكتشفت شركات الطيران أنه يمكنها الدخول في سوق الأعياد واقتطاع حصة منه، ومن هنا جاءت عروض"مصر للطيران"، و"الميدل ايست"و"الخطوط المغربية"و"الخطوط التونسية"وتبعتها أيضاً"القبرصية"و"البريطانية". والأخيرة سبق لها وأن طرحت عرضاً خاصاً على المسافرين من محطاتها في السعودية إلى لندن بحسم قيمته 50 في المئة، وحددت نهايته بمنتصف الشهر الجاري. وتقول مصادر مطلعة في سوق السفر، إن بعض شركات الطيران في محطة جدة خاصة تقدم حسومات تصل إلى 50 في المئة تقريبا خلال فترة عيد الأضحى، مستفيدة من الرحلات المخصصة للحج، فطائراتها الآتية من عاصمتها تعود عادة محملة بالسعوديين حيث تمنحهم هذه الحسومات. مدير شركة مصر للطيران في جدة محمود طهيو من جانبه تحدث مع"الحياة"، قائلاً"إن تعاون شركات الطيران مع وكلاء السياحة في السعودية في الآونة الأخيرة، أثمر عن تصميم برامج سفر كثيرة بالتنسيق مع الفنادق ومراكز الشقق المفروشة في المحطات العربية والدولية، تتناسب مع ضيق وقت الإجازة وحاجة السوق وشركات الطيران لتدعيم مركزها في السوق". وأضاف أن"مصر للطيران قررت أن تكون صاحبة التسويق في بعض العروض ومنها عروض عيد الأضحى، ويمكن للوكالات السياحية في السعودية الحصول عليه بالتنسيق معها، رغبة منها في ضبط السوق مبكراً وعدم السماح بقيام منافسة سعرية تنعكس سلبا على البرنامج أخيراً". وعاد يقول"إن المشكلة الأساسية التي قد تلغي خططاً لقضاء إجازة ممتعة في هذا الوقت تحديداً هي تنظيم الحجوزات بالشكل التي يأمله المشرفون على البرامج السياحية، إذ تطرأ في حالات غير يسيرة تعديلات في برنامج السفر من تمديد الإجازة أو تقليصها بشكل قد يربك المنظمين ويعكر صفو المسافر".