غيّب الموت الدكتور أسامة الباز -المستشار السياسي السابق للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك- عن 82 عاماً بعد صراع مع المرض. وشيّعت أسرة الباز في حضور شخصيات عامة ووزراء ومسؤولين من الرئاسة جثمانه إلى مثواه الأخير من مسجد السيدة نفيسة في القاهرة. درس الباز القانون ونال شهادة الدكتوراه فيه من جامعة هارفارد الأميركية. وبدأ حياته العملية وكيلاً للنائب العام قبل أن يلتحق بالسلك الديبلوماسي في وزارة الخارجية، وتولى منصب وكيل المعهد الديبلوماسي والمستشار السياسي لوزير الخارجية، وشارك في مفاوضات"كامب ديفيد"وصياغة معاهدة السلام مع إسرائيل. وانتقل للعمل برئاسة الجمهورية في مكتب الرئيس. وكان الباز من أهم رجالات الدولة في فترة التسعينات وعُرف بقربه من مبارك في تلك الحقبة، إذ كان همزة الوصل بين وزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية وله كلمة مقدرة في توجيه السياسة الخارجية لمصر في تلك المرحلة. واحتفظ السياسي الراحل بقدر عال من الثقافة والمعرفة، وله مؤلفات عدة، وكان صاحب رؤية إصلاحية، يعمل في قصر يحكمه نظام"جامد"، ما عجّل بإقصائه، فتوارى تدريجياً إلى أن غاب عن المشهد تماماً في العقد الأخير من حكم مبارك. ومع تعاظم دور جمال مبارك وحاشيته في الحكم، كان الباز من أوائل ضحايا"الفكر الجديد"، فتم تجميد دوره، وعلى رغم عدم إقالته رسمياً من منصبه، لكنه غاب تماماً عن المشهد، واكتفى بالمشاركة في الندوات الفكرية والثقافية. ورغم منصبه المرموق، ظل الباز يحتفظ ببساطة نادرة ميّزته عن مسؤولي نظام مبارك، فلم يكن مستغرباً أن يجده المواطنون وسطهم يستقل مترو الأنفاق أو يترجل في حي غاردن سيتي الراقي ليشتري الصحف والمجلات أو للتريض، وهي الممارسات التي كانت في حينها حديث الشارع المصري. لُقّب الباز ب"عميد الديبلوماسية المصرية"، وهو شقيق عالم الفضاء المعروف الدكتور فاروق الباز.