أمّ المسجد الأقصى المبارك في أول يوم جمعة من شهر رمضان الكريم حوالى 250 ألف مصلٍّ، وفق تقديرات الأوقاف الإسلامية. وشهدت المعابر المقامة على مداخل مدينة القدسالمحتلة، والمحاصرة خلف جدار، ازدحاماً شديداً منذ ساعات الصباح الأولى بعدما تدفق إلى المدينة عشرات الآلاف للصلاة في المسجد الأقصى. ونشرت السلطات الإسرائيلية أعداداً كبيرة من عناصر الشرطة والجيش في أنحاء البلدة القديمة في القدس. وأعلنت السماح لجميع النساء، وللرجال فوق سن الأربعين، بالدخول إلى القدس للصلاة في أيام الجمعة من رمضان. كما منحت أعداداً كبيرة من الفلسطينيين تصاريح دخول إلى القدس طيلة الشهر. وقال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين في خطبة الجمعة في المسجد الأقصى:"المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين وحدهم، وهو خط أحمر لا يمكن السكوت عن تجاوزه"، مشيراً في ذلك إلى محاولات تجريها جماعات يهودية للسيطرة عليه، وإقامة ما تسميه"الهيكل"في باحاته. وحذر مما أسماه"مخططات الاحتلال المتصاعدة لتقسيم الأقصى". وقال:"إن الجموع التي زحفت اليوم إلى المسجد الأقصى تؤكد تمسك الشعب الفلسطيني والمسلمين بمسجدهم المبارك". استطلاع في غضون ذلك، أظهر استطلاع أجراه معهد"ماغر موحوت"الإسرائيلي لمصلحة جمعيات تسعى إلى إعادة بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، ونشرت نتائجه صباح أمس، أنّ 59 في المئة من اليهود يؤيدون تقسيم المسجد بين المسلمين واليهود زمانياً ومكانياً. في المقابل، أظهر الاستطلاع أنّ 29 في المئة فقط من الإسرائيليين يؤيدون بناء الهيكل المزعوم أو كنيس يهودي على حساب الأقصى، أي أنّ معظم الإسرائيليين يعارض بناء الهيكل على حساب المسجد. وأوضح الاستطلاع الذي نقلته وكالة"معاً"أن 66 في المئة من الإسرائيليين يرون أنّ حائط البراق ما يسميه اليهود حائط المبكى هو أكثر المعالم المقدسة لدى الشعب اليهودي، فيما أشار 2 في المئة إلى قدسية الحرم الإبراهيمي في الخليل، و1 في المئة إلى قدسية"قبر راحيل"في بيت لحم. وحين تم فحص ميول المستطلعة آراؤهم، اتضح أنّ 67 في المئة من الجمهور العلماني يرى في حائط البراق أقدس مكان، في حين رأى 54 في المئة من المتدينين والحرديم في"الحرم القدسي الشريف"أقدس المقدسات اليهودية. واعتبرت مؤسسة الأقصى أن هذا الاستطلاع الذي نشر عشية ما يسمى ب"ذكرى خراب الهيكل"، يدلل على أن الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه ماضون في مشروع استهداف القدس والمسجد الأقصى وتهويدهما، وأن محاولة تنفيذ مخطط تقسيم الأقصى أو التهويد، باتت في أوليات العمل لدى أذرع الاحتلال الإسرائيلي. وكررت موقفها الثابت بأن"المسجد الأقصى بمساحته الكاملة 144 دونماً، وحائط البراق جزء لا يتجزأ منه، هو حق خالص للمسلمين، وللمسلمين وحدهم"، مطالبة الأمة الإسلامية على المستوى الشعبي بالعمل على جعل قضية القدس والأقصى في أولويات اهتمامها وعملها، وأن تتنبه جيداً إلى الأخطار المحدقة التي يتعرض لها الأقصى.