دعا رؤساء وكالات الأممالمتحدة المختصة بالغذاء، في العاصمة الإيطالية، إلى وضع قضايا الأمن الغذائي والتغذية في صميم جدول الأعمال الدولي للتنمية في إفريقيا، على أن توجَّه عناية خاصة إلى دعم مُزارعي الحيازات الصغرى بهدف النهوض بالأمن الغذائي العالمي، وتمكين نساء الريف، ومعالجة التفاوت في الإنصاف بين الجنسين بغية إتاحة الفرصة للمرأة لإحداث تحوّل في حياتها وحياة أفراد أسرتها ومجتمعاتها ككل. وكان كل من المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة فاو جوزيه غرازيانو دا سيلفا، ورئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية إيفاد كانايو نوانزي، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي إرثارين كازين، يتحدثون في مؤتمر طوكيو الدولي الخامس للتنمية الإفريقية الذي انعقد أخيراً في مدينة يوكوهاما اليابانية. وقال رؤساء الوكالات الثلاث إن السبيل الأعلى فعالية كمفتاح لعكس اتجاهي الجوع والفقر في البلدان النامية إنما يتمثل في الاستثمار المسؤول من قبل الحكومات والقطاع الخاص في خدمة الزراعة المستدامة والتنمية الريفية، وأشاروا إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أثبت أنه أعلى فعالية أحد عشر مرة بالاستناد إلى قطاع الزراعة في خفض مستويات الفقر ... من الاعتماد على نمو الناتج المحلي الإجمالي بالاستناد إلى أيٍّ من القطاعات الأخرى. وشدّد رؤساء الوكالات الدولية الثلاث على أن الوقت حان للاستثمار في دعم أطراف التغير ذات التأثير الحاسم وهم صغار المُنتجين ومنظماتهم، والمزارعون في نطاق الأسرة، وصيّادو الأسماك، ورعاة الماشية، ومستخدمو الغابات ومنتجاتها، وعمّال الريف، ورجال الأعمال، والشعوب الأصلية. وأشادوا بالجهود القوية المبذولة لتقليص الجوع داخل البلدان وفي عموم القارة الإفريقية، ولاحظوا أن النقاش الجاري في إطار مؤتمر طوكيو الدولي الخامس للتنمية الإفريقية سيواكب بنتائجه الاجتماع الرفيع المستوى المقرّر في 30 الجاري والأول من تموز يوليو في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ويعقَد بتنظيم مشترك بين الاتحاد الإفريقي ومنظمة"فاو"وبدعم من قِبل"معهد لولا". ويشارك أيضاً كل من برنامج الأغذية العالمي، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، مع غيرهما من الشركاء الإنمائيين في هذا اللقاء الدولي. ووافق المسؤولون الثلاثة على ضرورة أن تظل قضايا الجوع وسوء التغذية والفقر المدقع في صميم جدول الأعمال الإنمائي بعد عام 2015، وهو التاريخ المحدد لأهداف الأممالمتحدة الإنمائية للألفيّة، مُعربين عن ثقتهم في أن العالم يمكنه التغلّب على اللعنة المزدوجة للفقر والجوع في غضون جيل واحد. ولكنهم حذرّوا في الوقت ذاته من أن هذه الأهداف لن تُنجز ما لم تُعالج الأسباب الجذرية لعدم المساواة بين الجنسين، وإن لم تُرفع الحواجز التي تحول دون تمكين المرأة، باعتبار النساء هن المُنتِجات الرئيسيات للغذاء في أفريقيا وأكبر مساهمات في عمليات تصنيع المواد الغذائية وتسويقها، حتى وإن ظلت 85 في المئة من ملكية الأراضي الزراعية عائدة إلى الرجل.