أعلنت الشرطة الهندية أن مجموعة تضم حوالى 300 من المتمردين الماويين، قتلت 23 شخصاً على الأقل وجرحت عشرات آخرين السبت، في هجوم على موكب لعدد من نواب حزب المؤتمر الحاكم في وسط البلاد. ووقع الهجوم، الذي يعد الأعنف خلال ثلاث سنوات، في منطقة حرجية في جادالبور على بعد 375 كلم جنوب رايبور عاصمة ولاية شاتيسغار، وهو الأحدث في سلسلة أعمال عنف تأتي في إطار نزاع طويل بين المتمردين والسلطات الهندية، في الغابات والمناطق الريفية، خصوصاً في وسط الهند وشرقها. وقال ضابط في الشرطة امس، إن حصيلة ضحايا الهجوم ارتفعت إلى 23 قتيلاً على الأقل إلى جانب عدد كبير من الجرحى. وقال المدير العام للشرطة رامنيواس إن"32 آخرين جرحوا معظمهم إصاباتهم خطيرة". وأضاف أن بين القتلى في الهجوم الذي تم بتفجير وإطلاق نار، رئيس حزب المؤتمر في الولاية ناند كومار باتيل ونجله، وكذلك وزير الداخلية السابق ماهيندرا كارما الذي شكل مجموعة للتصدي للثوار في 2005، في خطوة أثارت جدلاً كبيراً. ونقل الوزير السابق في الحكومة المحلية فيديا شاران شوكلا الذي اصيب بجروح بالغة، إلى نيودلهي كما قال نائب رئيس حزب المؤتمر راهول غاندي الذي توجه الى رايبور عاصمة الولاية ليل السبت - الاحد. وأوضح المصدر نفسه أن شوكلا في حال"خطرة". وقتل خمسة شرطيين في الهجوم أيضاً. وأشارت معلومات إلى أن بين القتلى 12 من ممثلي حزب المؤتمر الحاكم في نيودلهي. وروى عضو في حزب المؤتمر أصيب في الهجوم لشبكة التلفزيون"أن دي تي في"، أن"الانفجار وإطلاق النار الذي استمر نحو ساعة ونصف الساعة أسفر عن تدمير سيارتين". وحزب المؤتمر هو حزب المعارضة الرئيسي في الولاية التي يقودها الحزب القومي المتطرف"بهاراتيا جاناتا". ودانت زعيمة حزب المؤتمر صونيا غاندي الهجوم الذي قالت إنه"صدمها"، مؤكدة أنه سبب ألماً كبيراً لها ولزملائها. وقالت للصحافيين بعد اجتماع طارئ مع رئيس الوزراء مانموهان سينغ:"روعنا الهجوم. استهداف الناس العاديين الذين يمارسون نشاطات سياسية أمر شنيع". وتوجهت غاندي الى رايبور مع سينغ، الذي وصف حركة التمرد الماوية بأنها أخطر تهديد أمني داخلي، ودعا سلطات الولاية إلى تقديم كل مساعدة ممكنة للمصابين. وقال في بيان إن"مثل هذه الحوادث تتعارض مع القيم الديموقراطية لبلدنا"، مؤكداً أن"الحكومة ستتخذ إجراءات حازمة ضد مرتكبي أعمال العنف من أي جهة كانت". وكانت القوات الحكومية الهندية شنت في 2009 عملية واسعة ضد المتمردين الماويين عرفت باسم"عملية المطاردة الخضراء". لكن الشرطة التي لا تتمتع بتدريب كاف واجهت خلالها سلسلة من الهجمات التي أدت إلى سقوط قتلى. وقبل أسبوعين، قتل ثلاثة شرطيين عندما شن متمردون ماويون هجوماً على مقر إذاعة محلية في الولاية نفسها، كما قتل شرطي وثمانية مزارعين في تبادل لإطلاق النار بين المتمردين وقوات الأمن الأسبوع الماضي.