بدا باريس سان جيرمان عازماً على الدخول في مواجهة مع ريال مدريد الإسباني من أجل الاحتفاظ بخدمات المدرب الإيطالي كارلو آنشيلوتي، لكنه أبقى الباب مفتوحاً أمام المفاوضات من أجل الوصول إلى تسوية. ومن المتوقع أن يعلن ريال مدريد في الساعات القليلة المقبلة عن قرار مجلس إدارته في شأن مدربه الحالي البرتغالي جوزيه مورينيو الذي يتوجه لترك النادي الملكي والعودة مجدداً إلى تشلسي الإنكليزي. وبات واضحاً أن آنشيلوتي لا يريد مواصلة المشوار مع سان جيرمان الذي تُوّج معه هذا الموسم بلقب الدوري المحلي للمرة الأولى منذ 1994، وذلك بحسب ما كشف عنه أول من أمس الأحد، إذ أعرب عن رغبته بالرحيل قائلاً بأن ريال مدريد"أحد الخيارات"المطروحة أمامه، لكنه أشار إلى أنه ينتظر قرار فريقه الحالي في شأن مستقبله معه لأنه ما زال مرتبطاً بعقد به وتمّ تمديده تلقائياً لعام إضافي بعد فوز الفريق بلقب الدوري الفرنسي. ونقلاً عن مقربين من المدرب الإيطالي الذي تسلم منصبه في نادي العاصمة الفرنسية أواخر 2011، بأنه فقد ما تبقى لديه من ثقة بالرئيس القطري للنادي الباريسي، ناصر الخليفي والمدير الرياضي البرازيلي ليوناردو لأنهما كذبا عليه في شأن عدم اتصالهما بمدربين آخرين على رغم وجوده في منصبه ومن بينهم مورينيو بالذات. ويرغب آنشيلوتي، المرتبط بسان جيرمان بعقد يمتد حتى 2014، في الانتقال إلى ريال مدريد الذي سعى إلى إقناعه بالانضمام إليه منذ آذار مارس الماضي، الأمر الذي دفع بالخليفي إلى القول في تصريح لتلفزيون الجزيرة إنه يعتقد بأن المدرب الإيطالي وقع عقداً مبدئياً مع النادي الملكي، محذراً الأخير من أنه سيدخل في معركة مع بطل الدوري الفرنسي من أجل مدرب يوفنتوس وميلان وتشلسي السابق. وقال الخليفي:"أعتقد بأنه وقع عقداً مبدئياً مع ريال مدريد، لكن لا يمكنني أن أتصور قيام ريال بتوقيع اتفاق معه وإلا ستكون هناك مشكلة قانونية. لن تكون هناك مصارعة الذراعين، نحن نحترم مبادئ العقود وما قلنا بأننا سنقوم به. هناك وسائل وطرق قانونية ومفاوضات من أجل أن تتم كل الأمور في شكل جيد وصحيح". ويأتي هذا التصريح الذي أدلى به الرئيس القطري للنادي الباريسي بعد ذلك الذي نقلته عنه صحيفة"ليكيب"الفرنسية الأسبوع الماضي والذي قال فيه متوجهاً إلى ريال مدريد:"احترمونا، احترموا هذا العقد". لكن الخليفي لم يقفل الباب نهائياً على احتمال الوصول إلى اتفاق في شأن آنشيلوتي، خصوصاً في حال طلب الأخير الرحيل وهذا ما فعله تماماً، قائلاً:"يجب أن نحترمه لأننا لن ننسى ما قام به للنادي". ومن المرجّح أن يسعى سان جيرمان إلى الحصول من ريال مدريد على مبلغ 7,5 مليون يورو، ما يعادل الراتب السنوي من العام الأخير في عقد آنشيلوتي، من أجل السماح للمدرب الإيطالي بالرحيل إلى"سانتياغو برنابيو"، حيث ينتظره عقد مدة عامين بحسب ما كشفت عنه وسائل الإعلام الإسبانية. وفي حال توصّل آنشيلوتي والريال إلى اتفاق مع سان جيرمان قد يسهل بحسب بعض المصادر حصول الأخير على خدمات النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في مقابل 18 مليون يورو سنوياً، يبدو أن البديل انحصر بين الإيطالي الآخر فابيو كابيلو الذي يشرف حالياً على المنتخب الروسي، والإسباني رافايل بينيتيز الذي انتهت مهمته الموقتة مع تشلسي. وذكرت بعض المصادر أن كابيلو يعتبر الخيار الأول بالنسبة لسان جيرمان الذي طلب منه، بحسب هذه المصادر، الاستفسار عن شروط تحريره من عقده مع الاتحاد الروسي لكرة القدم. وما يعزز من فرضية وصول كابيلو هو أنه يملك منزلاً في باريس، كما أن استلامه الإشراف على نادي العاصمة يشكل حافزاً للمهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والمدافع البرازيلي تياغو سيلفا للبقاء في"بارك دي برينس". أما في ما يخص بينيتيز الذي تُوّج هذا الموسم مع تشلسي بلقب الدوري الأوروبي بعد ثمانية أعوام على قيادته الفريق الإنكليزي الآخر ليفربول إلى الفوز ب"دوري الأبطال"، فيبدو التعاقد معه أسهل من كابيلو نظراً إلى أنه يبحث عن عمل بعد انتهاء عقده الحالي.