احتفل الإسرائيليون أخيراً بالذكرى ال65 لإنشاء إسرائيل. وشكلت الذكرى مناسبة لإجراء جردة حساب شاملة لدى كثير من المفكرين وكتاب الأعمدة الذين حاولوا أو قدموا إجابات عن أسئلة من الطراز الآتي: هل ستكون إسرائيل ديموقراطية بعد عشر سنين؟ وهل يستطيع أحد أن يضمن هذا؟ وهل ستكون دولة علمانية أم دولة شريعة يهودية؟ وهل تكون دولة رفاه أم دولة رأسمالية؟ واختار الكاتب عاموس جلبوع أن يكون عنوان مقاله في"معاريف"14/4/2013 الآتي:"حتى 120 سنة"، الذي يعيد إلى الأذهان قول الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن أمام أعضاء الكنيست، خلال زيارته الثانية إسرائيل في فترة ولايته الثانية:"أتوقع أن تحتفل إسرائيل بعيد استقلالها المئة والعشرين وقد أصبحت من أعظم النظم الديموقراطية في العالم، وطن قومي آمن ومزدهر للشعب اليهودي". وفضل جلبوع نبذ التغني بالإنجازات والحماسة، وتوقع أن تتمكن إسرائيل في ذكرى ميلادها ال120 أي في 2068، من مواجهة تهديدات وأخطار خارجية، لخصها ب"حرب الإبادة المستمرة ضد إسرائيل والنابعة من الجذور العميقة للنزاع العربي ? اليهودي الإسرائيلي ? الاسلامي"، وداخلية تتمثل في:"فقدان الثقة بعدالة الطريق الصهيوني: على ماذا نُقتل وعلى ماذا نُكافح، الكراهية العابثة المتحمسة والكراهية الذاتية المدمرة، عبادة الأصنام، السجود الأعمى لأرض بلاد إسرائيل من جهة والإيمان المسيحي بالسلام الحقيقي السريع لقاء أي ثمن". وكان البروفيسور يائير هرشفيلد توقع في دراسة مستقبلية أنه في 2025 ووفق كل الاعتبارات ستكون إسرائيل مؤلفة من 40 إلى 45 في المئة من سكان غير يهود أكثريتهم من العرب والعمال الأجانب يليهم المهاجرون الروس والإثيوبيون. وحيال هذا الوضع هناك سيناريوات كثيرة أهمها: 1- استئثار حزب يهودي يميني بالسلطة يتمسك بالرموز اليهودية ويحرم العرب وغير اليهود حقوقهم كافة، ما يجعل إسرائيل دولة أبارتهايد أو إسبارطة الشرق الأوسط الجديد. 2- أن يصبح في 2025 رئيس الدولة العبرية ورئيس الكنيست من العرب بعد أن يكون قد تم التنازل عن الرموز اليهودية من قبل الجميع. لكنْ، على رغم الاعتراف بوزنهم الديموغرافي لن يتعاطوا في شؤون الدفاع والخارجية الإسرائيلية، إنما سيسهرون على نيل حقوقهم، وبهذا تنحصر المنازعة بين العرب واليهود في رموز الدولة لا غير، كالنشيد الوطني والعلم الوطني واللغة والسيرة التاريخية. ويشترط هذا السيناريو تحول إسرائيل في البداية إلى دولة مزدوجة القومية. ويبدو أن القاسم المشترك بين هذين السيناريوين أنهما افتراضيان شأنهما في ذلك شأن محاولة زمرة من الهاكرز محو إسرائيل من الفضاء السيبيري/ الإلكتروني. أي أنها سيناروهات متخيلة بوصلتها رغبة ذاتية طوباوية لا تمت بأي صلة إلى عالم السياسة ومقتضيات المصالح الاستراتيجية والجيوبوليتيك. * كاتب سوري