تعتبر لوحة"صورة امرأة"للفنان العالمي بابلو بيكاسو 1881 - 1973، من أهم الأعمال التي عرضت في"نشأة متحف"، لأنها المرة الأولى التي تقدم للجمهور في العالم. وباتت من أهم المقتنيات الفنية الدائمة في مجموعة"اللوفر أبو ظبي". ساهم بيكاسو الذي يعد من أشهر فناني القرن العشرين، وينسب إليه الفضل في تأسيس الحركة التكعيبية، إلى حد كبير في تغيير الفن الحديث بأسلوبه الفريد الذي برع من خلاله بمزج الفن التمثيلي وتجربة التقنيات والمواد مستفيداً من كل ما تقع عليه عيناه. وتُعَدُّ لوحة"صورة امرأة"من الأعمال الفريدة التي لم يرد ذكرها إلا في كتاب"حياة بيكاسو: سنوات النصر 1917 - 1932"للمؤرخ البريطاني جون ريتشاردسون عام 2007. ولإبداع هذه اللوحة، استخدم الفنان الإسباني نوعاً من فنون الكولاج الصور الملصقة. ووفقاً لريتشاردسون، تجسد اللوحة شخصية اجتماعية معروفة هي نتالي بالي، حفيدة قيصر روسيا ألكسندر الثاني وزوجة مصمم الأزياء لوسين ليلونغ. وكانت نتالي إحدى عارضات الأزياء الشهيرات في زمنها وواحدة ممن ارتبطن بصلات وثيقة مع النخبة في مجتمع الأزياء الراقي في باريس. ويُعتقد أن بيكاسو استخدم صوراً فوتوغرافية لإبداع هذا العمل الفني، تماماً مثلما فعل في عدد من الأعمال الأخرى، لتجسيد وجهها البيضوي، وملامحها الدقيقة، وهيئتها النحيلة. أظهر بيكاسو شغفه ومهارته في الرسم منذ سن مبكرة، وكانت أمه تقول إن أولى الكلمات التي نطقها كانت تعني"قلم رصاص". في السابعة من عمره تلقى على يد والده تدريباً في الرسم والتصوير الزيتي، وكان رويز فناناً تقليدياً وأستاذاً أكاديمياً ما جعله يعتقد أن التدريب المثالي يعتمد على النسخ المنضبط، ورسم أجساد بشرية من نماذج حية. وفى إحدى المرات، أتم بيكاسو وهو في سن الثالثة عشرة رسم أحد الاسكيتشات التي لم يكن والده قد انتهى منها بعد وقد كانت اللوحة لحمامة. ولدى تفحص الأب تقنية ابنه في الرسم شعر بأنه قد تفوق عليه، وأعلن آنذاك التخلي عن الرسم. وتبدو واضحةً في"صورة امرأة"، تقنية بيكاسو الذي حاول إبراز جمال نتالي على طريقته الخاصة، عبر تركيزه على العينين والشفتين، ووضعية الجلوس، وحركة الأصابع، والرداء الأحمر الأنيق. أسندت مهمة التنسيق الفني للمعرض، إلى لورانس دي كار، مديرة التنسيق الفني في وكالة متاحف فرنسا، يدعمها في ذلك أعضاء فريق"هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة"ووكالة متاحف فرنسا الذين يملكون مجموعة من الخبرات المتنوعة. كما أسندت مهمة التصميم المتحفي للمعماري جان - فرنسوا بودين. وتتواصل أعمال تشييد الصرح المميز الذي يشرف على تصميمه المعماري الفرنسي العالمي جان نوفيل، في جزيرة السعديَّات حيث سيشكِّل المتحف صَرْحاً مُتحفياً ومعمارياً في قلب المنطقة الثقافية في السعديات.