تميزت الإعلامية المصرية لبنى عسل بأسلوبها وقدرتها على إدارة الحوار في حياد، عبر برنامجها"الحياة الآن". ولهذا جرى اختيارها ضمن أفضل اثني عشر مقدم برامج"توك شو"في القنوات المصرية الحكومية والخاصة. في البداية لم يكن التقديم التلفزيوني أحد طموحات عسل التي اتجهت بالصدفة إلى العمل مذيعة بعد نجاحها في اختبار المذيعات في التلفزيون الحكومي، فكانت بدايتها مع القناة الرابعة للتلفزيون المحلي، لتنتقل بعدها إلى قناة دبي، ثم قناة المحور، إلى أن انضمت الى برنامج"الحياة اليوم"على قناة"الحياة"المصرية مع زميلها الإعلامي شريف عامر. تلقت الإعلامية تعليمها الأساسي في مدرسة الراهبات الفرنسية ثم حصلت على ليسانس في الإعلام لتبدأ حياتها المهنية في قسم التحقيقات في صحيفة"الأخبار"إلى جانب فريق الإعداد في الكثير من برامج التلفزيون المصري. التقت"الحياة"لبنى عسل التي تحدثت عن استمرار برنامج"الحياة اليوم"لسنوات بالأسلوب نفسه من دون تغيير في شكل البرنامج وطريقة العرض. وقالت:"على رغم كثرة برامج التوك شو، سيظل"الحياة اليوم"منافساً قوياً في تناول الحدث والزاوية التي تتم من خلالها المناقشة حوله فضلاً عن التركيز على المادة الخبرية أكثر من الفقرات الحوارية التي نتناولها في الأجزاء الأخيرة من البرنامج مع الحرص في كل الأحوال على الحياد". كلّ وجهات النظر وعن عدم انتماء الإعلامي إلى تيار سياسي معين، رأت أن ذلك يصب في مصلحته، فهو ليس زعيماً سياسياً، نحن نحرص على عرض كل وجهات النظر، وعدم الميل إلى تيار بعينه يبعد شبه الانحياز الى طرف ضد الآخر". لكن عسل أشارت في المقابل إلى أن بعض البرامج التي يكون ضمن مضمونها وجهة نظر الإعلامي، لها جمهورها الذي تجذبه"حيث يكون للإعلامي موقف واضح قد يروق للمشاهد في توجهه السياسي". وأضافت:"دورنا الأساس هو إعلام المشاهد بالأحداث. ويجب التفرقة بين توجه الإعلامي وآرائه ودوره كمقدم برنامج، أما القضايا الإنسانية فيصعب الفصل فيها نظراً للتفاعل مع الحدث، فهذا أمر طبيعي لا يضرّ المذيع". وعلقت لبنى عسل على كون برنامج"الحياة اليوم"ليس ضمن قائمة البرامج المستهدفة من التيارات الإسلامية قائلة:"لا أعلم ما الخطوط التي يجب على الإعلامي عدم تجاوزها حتى ترضى السلطة، نحن نسير على نهج محدد لم نغيره من قبل تولي الإسلاميين السلطة. واضح أن للإعلام أخطاء في ظل عدم تداول المعلومات، لكن المعالجة لا تتم بالمنع والتهديد والإرهاب، فهذا لا يجدي مع الإعلاميين الذين يطورون أنفسهم باستمرار ويراجعون مواقفهم وأخطاءهم. ان أشدّ عقاب للإعلامي هو فقد الصدقية والثقة عند المشاهد". وشددت على ضرورة إنشاء جهاز وطني مستقل من دون توجهات يفرضها نظام الحكم على الإعلام، مشيرة إلى أن مهمة تنظيم الإعلام وتقويم الأداء"يجب أن يضطلع بها الإعلاميون أنفسهم من خلال أساتذة وخبراء لا يتبعون أي حزب أو فصيل سياسي". وانتقدت الهجمة على الإعلام لفرض إرادة فصيل سياسي يحكم البلاد ويريد فقط ما يخدم وجهة نظره ويسعى إلى إرهاب من يخالفه معتبرة أن"التهديد سيزيدنا قوة ولن نتراجع". وحول سياسات التعتيم التي ينتهجها التلفزيون المصري، قالت عسل:"أنا ابنة التلفزيون المصري وكانت بدايتي داخل أروقته، وأعتقد أن العاملين فيه يقاومون الضغوط التي تمارس ضدهم، فهم يواجهون تقارير متابعة ومراقبة تصريحاتهم وتغطياتهم الإخبارية وبعد الثورة كنا ننتظر تحقيق استقلال حقيقي للتلفزيون الحكومي ليصبح أكثر حيادية ويبتعد من شبهة التضليل". اعتراض واعترضت لبنى عسل على محاربة برامج النقد الساخرة التي لم تكن متاحة قبل الثورة، ورأت أن حرية الرأي والتعبير"تتجلى في تنوع البرامج والانتقاد بأساليب شتى، علماً أن هذه النوعية من البرامج يكرهها المسؤولون لأنها تعتمد على تصرفاتهم وتصريحاتهم". وعما إذا كان أسلوبها الحالي في النقد الحاد المباشر مقصوداً أم يعبر عن سياسات البرنامج، أشارت إلى أن"كل مذيع له طريقته، لكنني أفضّل النقد من دون حدة، فالقوة تكون في الحجة والمنطق، وأنا لست خصماً لأحد وأفضل أن أناقش الضيف في هدوء من دون التقليل من شأنه أو إحراجه، فالصوت المرتفع بين الضيوف وبعضهم أو بين المذيع والضيوف يقلل من فاعلية رساله البرنامج". ودانت حصار مدينة الإنتاج الإعلامي ورأت أنها حالة غير مسبوقة ومؤسفة، والإعلام أحد أهم أسباب انفجار الثورة ويفترض أن يكون إحدى وسائل الرقابة على أجهزة الدولة من خلال تسليط الضوء على أهم القضايا التي تهم المواطنين، ما يعطي نوعاً من رقابة الرأي العام على تصرفات القائمين على الحكم وهذا لا ينال رضا الكثيرين منهم ولذلك تتم محاربة الإعلام ومحاصرته من قوم يتصورون أنهم سيفلتون من الرقابة، علماً أن برامج التوك شو كانت مرآة تعكس حال المواطن من مشاكل وقضايا يومية وظلت متنفساً لهم ومن يعارضون الإعلام الخاص الآن ويدعون أنه إعلام فاسد وفلول كانوا يلجأون إليه ويحتمون به". وأبدت دهشتها من عدم تدخل الدولة مطلقاً في فض الحصار الذي تكرر كثيراً"، وقالت:"لم نلمس أي إجراءات حازمة كما لو أن الحصار جاء على هوى القائمين على أجهزة الدولة، خصوصاً أن الحصار يكون عادة ضد مذيعين بعينهم وقنوات محددة، بينما البرامج في القنوات الدينية جرى استثنيت، ما يعد تقسيماً حاداً للمجتمع وتفكيكاً لوحدته.