قدم الأخوان غدي وأسامة الرحباني، نجلا الموسيقي اللبناني الراحل منصور الرحباني، حفلة موسيقية استعادية لأعمال والدهما وشقيقه عاصي مؤسّسَي المدرسة الرحبانية العريقة في الغناء العربي، على مسرح فندق قصر الإمارات في العاصمة الإماراتية أبو ظبي. أتت الحفلة ضمن البرنامج الرئيس لمهرجان أبو ظبي الذي تنظمه مجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون منذ عشر سنوات، ويعد منبراً بارزاً للفنون على أنواعها. وقدمت الحفلة للمرة الاولى بتكليف حصري من المهرجان، وعزف أسامة الرحباني على البيانو ترافقه الأوركسترا السيمفونية الوطنية الأوكرانية بقيادة فلاديمير سيرانك. غنت روائع الرحابنة كوكبة من نجوم الغناء اللبناني تضم غسان صليبا ورونزا وفاديا الحاج وهبة طوجي وسيمون عبيد ونادر خوري وإيلي خياط، وكورس مؤلف من عشرين شخصاً. الأعمال التي أُديت في الحفلة أعيد توزيعها أوركسترالياً مع الحفاظ على رونقها التراثي الغني وتنوعها بين الكلاسيكيات والدبكة والموشحات وأغاني الحرية والوطنية والحب، خصوصاً تلك التي اشتهرت بها فيروز. وظهر غدي الرحباني على الخشبة بين فواصل الحفلة، ليقرأ أجزاء من تاريخ الرحابنة الثري الذي شكل نقلة نوعية في الغناء العربي، في فترة الستينات التي توصف بأنها العصر الذهبي للفن العربي الأصيل. ودخل غدي في حالة من النوستالجيا الشعرية وهو يستعيد تلك الفترة، من دون أن ينسى تقديم التحية لفيروز"حاملة السلام"كما وصفها، وواعداً بالحفاظ على نهج مدرسة الرحابنة الغنائي بكل مميزاته وفرادته. وكان من اللافت في الأمسية المعرض الحصري المصاحب الذي أقيم في ردهة المسرح، وضم بعض الأزياء التي ارتداها الممثلون والمغنّون في الأعمال المسرحية الموسيقية الشهيرة للأخوين الرحباني. كذلك تعرض خصلة من شعر منصور الرحباني من مجموعة مروان الرحباني، كما يضم المعرض قبعات من السبعينات وأقلاماً استخدمها الأخوان في التأليف الشعري والموسيقي، إلى جانب بعض المخطوطات بخط يديهما لأعمالهما الموسيقية والقصائد الشعرية، إضافة إلى بعض الآلات الموسيقية التي استخدماها.