يحاول"بشير"تكوين تجربة فنية جنوبية خالصة، من خلال جمع فولكلور الجنوب المصري، من أسوان وقِنا وموروث بعض القبائل السودانية الموجودة في مصر، فيدخل عليها تنويعات حديثة، في الموسيقى والتوزيع، بالتعاون مع فرق شبابية صاعدة مثل"بلاك تيما"و"الدور الأول"، لتقديم الذاكرة السمعية الريفية المصرية في قالب جديد، بل لعلها تعتبر منتجاً فنياً جديداً بنكهة"الأصالة". يستعد بشير لتسجيل الألبوم الأول في هذا السياق، ليجمع فيه مختلف أعماله التي يعدّ الفولكلور القاسم المشترك بينها. ويوضح أنه، خلال تجواله، لاستكمال مشروعه هذا، بين قبائل الجعافرة والعبابدة والعقيلات والأنصار، إضافة إلى مختلف مناطق الصعيد، جمَع أجزاء من السيرة والمديح الشعبي، وخصوصاً ما يعرف بفنون"الكفّ"، وهو نوع من الفولكلور المتداول في المنطقة بين أسوان والأقصر. ويسعى الفنان الشاب إلى توليف"فيوجن"أو مزيج من أغاني السيرة وأناشيد الجدّات والعمّات القديمة من جهة، والإيقاعات الغربية من جهة أخرى، ليس من أجل استقطاب مزاج المتلقي الغربي وتعريفه بهذا الفن المصري الشعبي فحسب، بل هي أيضاً لإغناء التجريب واكتشاف الآفاق الموسيقية الجديدة. ويلفت إلى أنه لمس تجاوباً فعلياً من مستمعين أجانب مع أغانيه هذه، خلال جولاته في مهرجانات العالم لا سيما مهرجان منطقة المتوسط في كانون الأول ديسمبر الماضي. حتى إن مجلة"ليبراسيون"الفرنسية نشرت عنه مقالاً جاء فيه إن"بشير يقدم فولكلوراً مصرياً بموسيقى عالمية World music، ما يمنح هذا الفولكلور قُبلة الحياة ويحول دون ضياعه". لبشير العديد من المشاركات المحلية والدولية، أهمها مشاركته في تونس حيث حضر ورشة عمل مسرحية مع المخرج عز الدين جنون، كما تعاون مع المخرج السينمائي خالد يوسف في فيلم"أنت عمري"وأدى فيه أغنية"بتميل يا نيل"مع فريق"الكفافة". ويتمثّل حلم بشير في إحياء"فن الكف"وهو عبارة عن مجموعة كورال يسمّون"الكفافة"ومعهم طبلة ودف وعود ومضرب واحد. والقيمة الأساسية المميزة ل"الكفافة"أنهم يرتجلون الغناء، بمعنى أنه بحلول المغرب يكون ذاهباً إلى حفلة ولا يعرف ماذا سيغني، بل يترك الأمر للأجواء السائدة وتفاعل الناس و?"تيمة"الحفلة التي يشارك فيها، أكانت عُرساً أو يوم عيد، فيستلهم ويندمج. وهذا الفن ظهر مع القبائل العربية المهاجرة إلى جنوب مصر منذ القدم. ويسعى بشير إلى التعاون مع كاتب أسواني هو أحمد أبو طنجية، من أجل تحويل فن الكفافة إلى مسرح استعراضي يجول به العالم. تخرّج بشير في كلية الآداب قسم اللغة العربية عام 1993، وبدأ عمله الفني منذ 1997 وحتى الآن. ويقول إنه منذ ذلك الحين يحاول ربط فنه بالناس وهمومهم، بالشارع وقضاياه، كما يليق بالفن الشعبي أن يكون، ويلفت إلى أنه شارك في"ثورة يناير"بأغنية"عديلة يا بلادي". ويتعامل مع العديد من كتاب الأغاني لتطوير الفولكلور المصري، أهمهم سمير سعدي وإبراهيم عبدالفتاح وسيد محمود وحسن صابر. وتتألف"فرقة بشير"من أحمد عمر باص غيتار ومحمد سامي كمان وفادي بدر كيبورد ومحمود عبدالعزيز درامز وهشام عصام عود ومحمد لبيب ساكسوفون وكلارينيت وعادل ميخا دفوف وإيقاع.