أشاعت الدول الست المعنية بالملف النووي الايراني، أنها ستعرض على طهران، خلال جولة المحادثات التي تبدأ اليوم في كازاخستان،"تخفيف بعض العقوبات"، في مقابل"تنازلات"منها. وعشية المحادثات، حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري ايران من أن"نافذة التسوية الديبلوماسية لا يمكن أن تبقى مفتوحة إلى الأبد". وقال:"إنها مفتوحة الآن، وما زال هناك وقت، لكنه لن يكون متاحاً، إلا إذا قررت إيران التفاوض بنية صادقة وباحترام متبادل، لتجنّب أي عواقب مروعة قد تلي فشلاً. لذلك فإن الخيار في أيدي الإيرانيين، ونأمل بأن يتخذوا الخيار الصحيح". في السياق ذاته، شدد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي على أن"لا مزيد من الوقت لإضاعته". ويرأس وفد ايران إلى محادثات كازاخستان، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، فيما تقود وفد الدول الست الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون. ونُظمت آخر جولة محادثات بين الجانبين في موسكو في حزيران يونيو 2012. ونقلت وكالة"رويترز"عن مسؤول أميركي إن الدول الست ستعرض على إيران"تخفيف بعض العقوبات"، إذا وافقت على كبح برنامجها النووي. واستدرك:"سنتابع تطبيق عقوبات، وثمة مجالات أخرى يمكن ممارسة الضغط عبرها". وأشار إلى أن العرض، وهو نسخة معدلة من عرض رفضته إيران في جولة محادثات فاشلة السنة الماضية، سيأخذ في الاعتبار التقدّم الذي حققته طهران في برنامجها النووي، لكنه يتخذ أيضاً"خطوات في مجال العقوبات"، لمعالجة بعض مخاوف ايران، ولن يلبي طلبها رفع كل العقوبات. وأعلن المسؤول استعداد الدول الست ل"تكثيف وتيرة الاجتماعات"مع ايران، مضيفاً أن واشنطن مستعدة أيضاً لحوار ثنائي مع طهران، إن كانت جدية في شأنها. ونسبت وكالة"فرانس برس"إلى ديبلوماسي غربي إن الدول الست"ستناقش رفع بعض العقوبات، في مقابل تنازلات من إيران". واعتبر مايكل مان، الناطق باسم أشتون، أن العرض الجديد"متوازن ويشكّل قاعدة عادلة لمحادثات بناءة"، إذ يتيح تقديم إجابات عن"المخاوف الدولية إزاء الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، ويستجيب لأفكار طرحتها طهران". وحضّ ايران على إدراك وجود"حاجة ملحة لإنجاز تقدّم ملموس"، مضيفاً:"نأمل بأن تغتنم هذه الفرصة عبر التحلي بمرونة". لكن وكالة"رويترز"نقلت عن مسؤول غربي بارز إن"أحداً لا يتوقّع إبرام اتفاق"خلال محادثات ألما آتا، لافتاً إلى أهمية"تدابير بناء الثقة"بين الجانبين، فيما نسبت"فرانس برس"إلى مصدر مقرّب من مفاوضي الدول الست، إن هذه الدول تصرّ على شروط عرضتها خلال جولة بغداد مطلع 2012، أي تجميد إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة وإغلاق منشأة التخصيب المحصّنة في فردو وإخراج مخزون اليورانيوم المرتفع التخصيب من أراضيها. وترفض طهران تلك الشروط، مشددة على"حقها"في التخصيب. في المقابل، قال سعيد جليلي إن"العالم في انتظار ردود بناءة ومنطقية من الدول الست على الاقتراحات الشاملة التي عرضتها ايران في موسكو، ولم تلقَ رداً بعد". أما رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي فشدد على"ضرورة إلغاء كل العقوبات على ايران، في مقابل وقفها التخصيب بنسبة 20 في المئة"، موضحاً أن هذا رأي شخصي ولا يعكس وجهة نظر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. ولفت إلى أن بلاده"قد تحتاج مستقبلاً"إلى التخصيب بنسبة 40-50 في المئة، ل"تشغيل سفن عابرة للمحيطات تعمل بالوقود النووي، وهذا حق لإيران".