أعلن مصدر عسكري فرنسي أن تبادلاً كثيفاً للنار حصل لساعات ليل أول من امس في ثكنة مطار مبوكو شمال بانغي، عاصمة أفريقيا الوسطى، حيث يرابط حوالى 1600 جندي فرنسي وقوات أفريقية لإرساء الأمن في إطار عملية"سنغاريس". وقال المصدر:"استخدم رشاش ثقيل لوقت طويل، وانهالت القذائف من كل مكان، لكن لم يسقط جرحى فرنسيون"، علماً أن أصوات عيارات نارية معزولة ومجهولة المصدر تتردد بانتظام في المدينة. ويُقيم قرب المطار عشرات النازحين الهاربين من أعمال العنف الطائفية التي حصدت حوالى ألف قتيل منذ الخامس من تشرين الأول أكتوبر في بانغي، ويعانون وضعاً انسانياً سيئاً جداً. وسمح تدخل القوات الفرنسية والأفريقية بوقف المجازر في العاصمة، فيما تتواصل علمية نزع أسلحة متمردي حركة"سيليكا"سابقاً وميليشيات الدفاع الذاتي المسيحية، لكن الوضع ما زال شديد التوتر. إلى ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن الاتحاد الأوروبي سيتخذ في كانون الثاني يناير المقبل قراراً في شأن إطلاق مهمة أوروبية في أفريقيا الوسطى، لدعم التدخل الفرنسي في هذا البلد. وقال في ختام القمة الأوروبية ببروكسيل:"يمكن أن تكون المهمة مدنية، وتنشر قوات في أسرع وقت، علماً أننا لا نطلب قوات لتنفيذ عمليات عسكرية، بل للانتشار حول نقاط محددة وحماية المطار وتوفير دعم طبي". وكان هولاند أمل في أن تتحول عملية بلاده في أفريقيا الوسطى، إلى مهمة أوروبية بفضل إرسال جنود بولنديين، فيما أشاد بالدعم اللوجستي"المهم جداً"الذي قدمته ألمانيا وبريطانيا وبلجيكا وبولندا وإسبانيا وهولندا. وقال على هامش القمة الأوروبية في بروكسيل:"في حال تأكيد إرسال بولندا طائرة"هيرقل سي 130"لمدة ثلاثة أشهر ونشرها 50 جندياً على الأرض لتوفير دعم لوجستي، ستصبح العملية أوروبية، وستحظى بتمويل". وزاد:"لا نحتاج إلى عدد كبير من الجنود الإضافيين، ولكن لوجود أوروبي، كي لا يقال إن فرنسا وحدها". لكن ديبلوماسياً أوروبياً أعلن أن بعثة من الاتحاد الأوروبي وحدها يمكن أن تحصل على أموال أوروبية، بعد نيلها تأييد الدول ال28 الأعضاء في الاتحاد، والذي"يحتاج إلى بضعة أسابيع أو أشهر". وغداة تأكيد السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامنتا باور، خلال زيارة خاطفة لبانغي، أن مرتكبي الفظاعات الطائفية في أفريقيا الوسطى يجب أن يحاسبوا لمنع موجات عنف أخرى في المستقبل"، تعهدت واشنطن دفع نحو مئة مليون دولار لدعم جهود الاتحاد الأفريقي في هذا البلد. وأوضحت ماري هارف، الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن المساعدات تشمل معدات غير فتاكة وتدريبات، إضافة إلى دعم في مجالي الإمداد والتخطيط. وقالت:"لا تزال الولاياتالمتحدة قلقة من العنف الرهيب الذي ترتكبه جماعات مسلحة ضد مدنيين أبرياء".