لدى دخولك من بوابة القرية العالمية في دبي، يستقبلك التراث المصري"الفرعوني"، ويرحّب بك الجناح اليمني الذي يتميّز بأنواع وأصناف وألوان مختلفة من العسل، ثم الجناح الباكستاني، بمنتوجاته الصوفية والجلدية والحيوانات المحنطة. وأمام الجناح السوري يقف بائع التمر الهندي يروي عطش الزائرين، من دون نسيان الجناح الإفريقي الذي سيُبهرك بمنحوتاته المشغولة يدوياً، واللبناني برائحة العطور والمنتجات الغذائية الطبيعية، اضافة الى الهندي والصيني والمصري والإماراتي وعشرات الأجنحة لدول عربية وأجنبية، في حدث سياحي ثقافي"تسوقي"فريد من نوعه في دبي. ففي القرية العالمية هذه السنة، تأتي فكرة التسوق في قمة الأولويات، تدعمها مدينة ألعاب متكاملة"جزيرة الخيال"، فضلاً عن عروض متفرقة على خشبات المسارح هنا وهناك، ومطاعم ومسابقات وعروض للتراث العمراني للدول، حيث تقدم القرية فرصة ممتازة للتعرّف إلى ثقافة وسياحة ومنتجات الغير. لبنان بلا منتجات لبنانية في الجناح اللبناني، منتجات غذائية مصنّعة يدوياً، حيث تتجمّع علب هذه المنتجات فوق بعضها بألوانها الجميلة ورائحتها الشهية التي تُحيل المغترب عن وطنه إلى رائحة الطعام التي يحبها ويحن إليها. ويقول الموظف الشاب ماجد أبو شهلا في حديث ل"الحياة":"تتميز جبال لبنان بثروتها الخضراء، ولدينا مثلاً لبنة بلدية عادية بالنعناع والصعتر وزيت الزيتون، ونصنع أيضاً خلطات متعددة من اللبنة، مع جبنة بالمكدوس وحبة البركة والمكسرات وغيرها من المنتجات البلدية، التي لا تدخل فيها أي مواد حافظة". وما يميّز هذا الجناح أنه مملوءء بالعطور والإكسسوارات والمجوهرات والذهب والمنتجات الطبيعية، فضلاً عن الكثير من الأعشاب، لكن مع كثير من المنتجات السورية، الأمر الذي لم يرق لكثيرين من مديري المحال اللبنانية، كما هو حال أحدهم الذي قال:"هناك سلبيات كثيرة وانتقادات لا حصر لها في الجناح اللبناني، فغالبية المنتجات سورية، ولا توجد منتجات لبنانية، وأنا هنا لا أتحدث من منطلق عنصري أبداً، فنحن شعب واحد، ولكن يجب أن يتمتع جناحنا ببعض الخصوصية لنعطي صورة طيبة عن بلدنا وما نتميّز به". وأمام الجناح السوري يستقبلك بائع التمر الهندي بلباسه الدمشقي القديم، وفي الداخل تعرض الملبوسات وبعض المنتجات الغذائية وسواها من المنتجات القليلة التي تدلّ على أن سورية تعيش محنة عمرها ثلاث سنوات، وتحاول على رغم ذلك الوقوف على قدميها. ويشرح صاحب أحد المحال أبو محمد، بحرقة سبب غلاء الأسعار هذه السنة، بالنسبة الى السنوات الماضية، والإقبال الضعيف على القرية العالمية بسبب الوضع السوري المتأزم. أما أيمن عز الدين، مسؤول أحد محال بيع العسل في الجناح اليمني، فيصنّف أنواع العسل اليمني وهي: السدر الشتائي والسمر الصيفي وعسل الزهور. ويعتقد أن"سرّ تميّز العسل اليمني يكمن في قيمته العلاجية والغذائية العالية، خصوصاً أن طبيعة الجو والمناخ الملائم يُعدان من أهم العوامل المساعدة لإنتاج أجود أنواع العسل. أكثر من 65 دولة في الوقت الذي أكد فيه كثير من رؤساء الأجنحة في القرية العالمية والزائرين أن الإقبال هذه السنة ضعيف مقارنةً بالعام الماضي، اضافة الى ارتفاع الأسعار، وفصل الشتاء الذي يبدو قاسياً، إلا أنه ووفق القائمين على القرية العالمية، فإن هذه الفعالية تُعتبر"الوجهة السياحية والثقافية السنوية الأكثر تشويقاً وتميزاً في دبي، وهي تتيح خيارات عدة من النشاطات الترفيهية ومرافق التسوق المتنوعة"، كما هو وارد في تعريف القرية العالمية على موقعها الإلكتروني. افتتحت القرية عام 1997 عند شاطئ الخور في دبي، واستقرّت أخيراً في شارع الشيخ محمد بن زايد شارع الإمارات سابقاً، لتقدم لزائريها 16 سنة من الترفيه والمتعة. وتستمر هذه الفعالية إلى الأول من آذار مارس 2014، بمشاركة أكثر من 65 دولة.