قبل فترة غير بعيدة، عرض باحثون من جامعة"واسيدا"اليابانية روبوتاً يستطيع إنجاز أعمال الطبخ واستخدام يديه الناعمتين المغطّاتين بالسيليكون، بهدف التَفاعُل مع البشر. ويلفت ديفيد ليفي، وهو اختصاصي في الذكاء الاصطناعي، الى"الروبوت الإنسانيّ"على غرار ذلك الذي أدّى دوره جود لو في فيلم"الذكاء الاصطناعي""إيه إي"AI للمخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ. وفي ذلك الشريط الهوليوودي، ظهر روبوت يقدر على تقديم المُساندة العاطفية وخوض نقاشات ولعب دور الشريك الحميم. هل يصبح"الروبوت الإنساني"حقيقة قبل منتصف القرن 21؟ في المقابل، يبدي كثير من الخبراء تشكيكاً في هذه التوقّعات العالية بالنسبة الى رؤيتها لمستقبل العلاقة بين البشر والروبوت. ومثلاً، يرى فريدريك كابلان، وهو باحث في كلية"بوليتكنيك"الفيديرالية في مدينة لوزان السويسريّة أن"من المستبعد أن نحصل على روبوتات شبيهة بالبشر خلال هذه المدة". ويسأل كابلان الذي ساهم في برمجة دماغ الكلب-الروبوت"أيبو"Aibo الذي تنتجه شركة"سوني"بغزارة، إذا كان البشر يرغبون فعليّاً في صنع روبوتات على صورتهم. ويعتقد كابلان أن التَفاعُل بين الآلة والبشر أمر مهم جداً بحدّ ذاته، وليس بصفته محاكاة للعلاقات بين البشر بعضهم بعضاً. ويبدو ديفيد ليفي مقتنعاً بوجود طَلَب في السوق على مثل تلك الروبوتات"الحميمة". وتلبية لهذا الطلب، عمدت شركة"إكسيس"اليابانية إلى انتاج ما يمكن اعتباره نماذج أولى عن روبوتات حميمة. وأطلقت عليها اسم"هوني دولز"Honey Dolls. وصُنعت هذه الألعاب المؤتمَتة بأحجام بشر عاديّين، لكنها مُركّبة من الصمغ والسليكون. وكذلك تشبِه ال"هوني دولز"البشر إلى حدٍ كبير جداً في تفاصيلها التشريحية الدقيقة. وزوّدها المُصمّمون لواقط حساسة تجعلها تُطلِق أصواتاً تعبّر عن مشاعرها. ويبادل بعضها، مثل الدمية-الروبوت"سندي"شريكها الحديث وتهمس في أُذنه. كما الرجال، كذلك النساء في المقابل، يعتقد ليفي أيضاً أن الولع بهذه الدمى لن يقتصر على الرجال، فالنساء كذلك سيرغبن في تجربة الروبوتات الحميمة. وفي هذا الاطار، يشير ليفي إلى ارتفاع مبيعات أدوات اللذّة عالميّاً، والتي لم يعد اقتناؤها او الحديث عنها من المُحرّمات كما كان من قبل. ولكن ما يتحدث عنه ليفي بصفته حُلماً لدى البعض بحياة جنسية لا يحمل إحساساً بالذنب ولا خطر الإصابة بأمراض، يمثّل بالنسبة الى آخرين كابوساً يعبّر عن حال يأس. وعلى سبيل المثال، ترى عالمة الجنس الاميركية إيفون فولبرايت التي ألّفت مجموعة من الكتب عن الموضوع، أن التفكير في وقوع البشر في غرام مخلوقات آلية يمثّل ضرباً من الجنون. وفي المقابل، تُقرّ فولبرايت بأن الروبوتات الجنسيّة ستجد رواجاً، خصوصاً لدى الرجال الحالمين بتحقيق رغبات دفينة. وتستدرك قائلة:"هناك مشكلة حقيقية مع الروبوتات الجنسية، إذ إنها تجعل الناس يشعرون بأنّهم فشلوا في الحصول على ما يرمون اليه، إن لم يتوصلوا الى غير التواصل مع... روبوت".