أبلغت السلطات الإسرائيلية أخيراً أهالي قرى جنوب شرقي نابلس في الضفة الغربية، قرارها وضع اليد على مساحات واسعة من أراضيهم لإقامة جدار يفصل قرارهم عن الشارع الرقم 60 المعروف باسم"عابر السامرة". ويقع الجدار على امتداد مستوطنة"عيليه"، ويشمل أراضي من قرى يتما وعقربة وبيتا وزعترة وقبلان. وقال مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان في بيان له أمس:"إن السلطات الإسرائيلية تصدر أو تمدد أوامر عسكرية خاصة للسيطرة على مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين في الضفة وتسخيرها لخدمة المستوطنين". ونشرت السلطات الإسرائيلية أخيراً مخططاً لمستوطنة"عيليه"يحمل الرقم 237، شمل مصادرة 1002 دونماً من أراضي قرى قريوت والساوية واللبن الشرقي. وتضمن المخطط المصادقة على إقامة 350 وحدة سكنية في المستوطنة. وقال مركز القدس:"إن الوحدات السكنية ال350 كانت مقامة في شكل غير قانوني ومخالف حتى للإجراءات المعمول بها في القانون الإسرائيلي". وأوضح المركز في بيانه أن المخطط الجديد للمستوطنة ضاعف عدد هذه الوحدات السكنية لتصل إلى 650 وحدة، مشيراً إلى أن من المتوقع أن يصل عدد المستوطنين في هذه المستوطنة، في حال إقرار المخطط الخاص بها، إلى 3500 مستوطن. ويشمل مخطط مستوطنة"عيليه"300 دونم من المساحات المفتوحة. وقال مركز القدس:"إن السلطات الإسرائيلية التي تمنح المستوطنات مساحات واسعة للتوسع والبناء، تضع قيوداً شديدة على البناء في القرى الفلسطينية المجاورة". وأضاف:"أن مساحة البناء في قرية الساوية القريبة، على سبيل المثل، لا تزيد عن 800 دونم من أراضي القرية البالغة مساحتها 13 ألف دونم، وأن السلطات رفضت مخططاً قدمته القرية لتوسيع مساحات البناء فيها". وتابع:"يوجد في القرية اليوم 60 منزلاً ومنشأة مهددة بالهدم من سلطات الاحتلال بحجة البناء من دون تراخيص". في غضون ذلك، أدى مستوطنون أمس طقوساً دينية في جبل الحفيرة قرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، مثيرين مخاوف سكان المنطقة من نيتهم إقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضيهم. وقال مواطنون إن المستوطنين يقومون منذ شهرين بزيارات متكررة للموقع، وأداء صلوات وطقوس دينية فيه تحت حراسة الجيش. وأعربوا عن خشيتهم من أن يكون ذلك مقدمة لإقامة مستوطنة أو بؤرة دينية تتوسع لاحقاً إلى مستوطنة على أراضيهم. وأوضح شهود أن المستوطنين قاموا بمسيرة سيارات تحت حماية الجيش، وأنهم التقطوا صوراً للموقع والقرى المجاورة. ودأب المستوطنون على إقامة مستوطنات في أماكن يدعون أنها مذكورة في التوراة. وغالباً ما تحمل هذه الأماكن أسماء محوّرة عن الأسماء الكنعانية الفلسطينية.