اقتحمت مجموعة انتحارية تابعة ل"حركة الشباب"الإسلامية في الصومال، مركزاً أمنياً تستخدمه القوة الأفريقية المنتشرة في البلاد، مقراً لها في مدينة بلدوين القريبة من الحدود مع إثيوبيا، بعد استهدافه بسيارة مفخخة أمس. وأعلن مسؤول عسكري صومالي أن 28 شخصاً بينهم أفراد في قوات الأمن ومدنيون قُتلوا في الهجوم"وجُرح آخرون إصابات بعضهم خطرة"، مشيراً إلى أن أربعة مهاجمين قُتلوا، في حين أكد رئيس المركز الأمني الذي استهدفه الهجوم إسحق علي، القضاء على أفراد المجموعة من دون أن يحدد عددهم. وتبنت"حركة الشباب"المرتبطة بتنظيم"القاعدة"الهجوم. وصرح أحد قادة"الشباب"في المنطقة ويُدعى محمد أبو سليمان بأن"عدداً من رجال مجموعات الكومندوس الخاصة للمجاهدين شنوا الهجوم على قاعدة عسكرية في بلدوين وقتلوا عدداً كبيراً من الأعداء". كما أعلن الناطق باسم الحركة عبدالعزيز أبو مصعب، استخدام سيارة مفخخة لتمهيد الطريق أمام المجموعة المهاجمة. وأكد مقتل عناصر القوات الصومالية والجيبوتية، موضحاً أن مركز الشرطة كان يُستخدم أيضاً كثكنة للجنود الجيبوتيين العاملين في إطار قوة الاتحاد الأفريقي المنتشرة في الصومال أميصوم. لكن قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال اكتفت بإعلان"إدانتها الحازمة"للهجوم من دون الإشارة إلى سقوط ضحايا في صفوفها. وأفادت التقارير بأن انتحارياً اقتحم بسيارة بوابة المركز فاتحةً الطريق أمام المجموعة المسلحة التي اشتبكت مع قوات الأمن. وتقع بلدوين على حوالى 30 كلم من الحدود مع إثيوبيا، وهي نقطة رئيسة لدخول القوات الإثيوبية إلى الصومال حيث تشارك منذ تشرين الثاني نوفمبر 2011 إلى جانب قوة الاتحاد الأفريقي التي تضم 17 ألف رجل، في معارك ضد"الشباب". وسبق أن تعرضت هذه المدينة في منتصف تشرين الأول أكتوبر الماضي، لهجوم انتحاري تبنته الحركة وأوقع 15 قتيلاً في مطعم يرتاده الجنود الصوماليون والإثيوبيون والجيبوتيون. وتقع المدينة التي استعادتها القوات الإثيوبية من المتشددين مطلع كانون الثاني يناير 2012 على مفترق طرق استراتيجية عدة منها طريق يربط الحدود الإثيوبية والعاصمة مقديشو. ويعود آخر هجوم للحركة في الصومال إلى التاسع من تشرين الثاني الماضي، عندما تم تفجير سيارة مفخخة أمام أحد فنادق مقديشو، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص بينهم ديبلوماسي صومالي بارز. وأظهر متمردو"الشباب"أيضاً قدرتهم الهجومية خارج الحدود الصومالية من خلال عملية ضخمة استهدفت مركز"ويست غيت"التجاري في العاصمة الكينية نيروبي منتصف أيلول سبتمبر الماضي. كما أعلنت إثيوبيا في مطلع تشرين الثاني الماضي، نيتها دمج قواتها المنتشرة في الصومال في قوة"أميصوم"، متوقعةً أن تُستهدف من قبل"الشباب"باعتداءات على أراضيها.