أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا أمس الإثنين أن حقوق الإنسان يجب أن تكون محترمة من جميع منظمي البطولات، وذلك بعد انتقادات منظمة العفو الدولية في شأن انتهاكات لحقوق العمال في قطر التي ستستضيف كأس العالم في 2022. وجاء في بيان للاتحاد الدولي:"أوضح فيفا في بياناته الرسمية السابقة وفي اتصالاته مع منظمات حقوق الإنسان في الماضي أنه مع احترام حقوق الإنسان وتطبيق المعايير الدولية للسلوك كمبدأ وكجزء من جميع أنشطته". وأوضح الاتحاد الدولي أنه يتفهم ويشارك منظمة العفو الدولية جهودها لضمان العدالة الاجتماعية واحترام حقوق العمال، وأن مثل هذه المخاوف هي من الركائز الأساسية لأهداف فيفا. وتابع:"إن فيفا يتوقع أيضاً من جميع المضيفين لمسابقاته احتراماً كاملاً لذلك". وكانت منظمة العفو الدولية نددت في تقرير خاص بوجود"انتهاكات مقلقة"لحقوق عمال الإنشاءات الوافدين إلى قطر، معتبرة أنه يتعين عليها أن تنتهز فرصة استضافتها لكاس العالم لكرة القدم 2022 لإثبات احترامها لحقوق الإنسان. وفي الصفحة 169 من تقريرها، قالت منظمة العفو الدولية إن العمال الوافدين يعاملون مثل"الحيوانات"، وطلبت من فيفا الضغط على قطر لتحسين شروط العمال الأجانب، ومعظمهم من جنوب أو جنوب شرقي آسيا. وأعلنت قطر أنها ستضيف تقرير المنظمة الحقوقية إلى ملف التحقيق الخاص الذي تجريه شركة محاماة دولية في موضوع العمالة الوافدة بطلب من الحكومة القطرية. وفي تقريرها، حثت المنظمة الحقوقية الاتحاد الدولي لكرة القدم على العمل لأجل أن تقوم الدولة الخليجية الغنية بالغاز بتحسين ظروف حياة العمال الأجانب الذين يتحدرون بغالبيتهم من دول آسيا. وقال الأمين العام للمنظمة سليل شتي"أن استنتاجاتنا خلصت إلى وجود مستويات مقلقة من الاستغلال في قطاع الإنشاءات في قطر". وبحسب شتي، فإنه يتعين على فيفا"توجيه رسالة قوية مفادها بأنه لن يتساهل مع انتهاكات حقوق الإنسان في الورش المرتبطة بكأس العالم". وكان رئيس"فيفا"جوزيف بلاتر أشار في نهاية زيارة إلى قطر في 29 تشرين الثاني نوفمبر أنها"تتفاعل"مع مشكلات العمال الوافدين، وذكر أن محادثيه في أكدوا له أن قوانين العمل ستعدل أو هي في طور التعديل. وفي تصريحات للصحافيين الأحد، قال شتي إن فريق المنظمة التقى مسؤولين قطريين"أبدوا انفتاحاً كبيراً واستعداداً للإقرار بوجود مشكلة، وهم مصممون بقوة على الوصول إلى حل". وتتعرض قطر منذ مدة لانتقادات من منظمات حقوقية بخصوص ظروف عمل وإقامة العمال الوافدين الذين سيشاركون في المشاريع الضخمة استعداداً لاستضافة مونديال 2022. وقال شتي في التقرير:"إن أضواء العالم تسلط على قطر بسبب استضافة مونديال 2022، وذلك يؤمن للحكومة القطرية فرصة فريدة لتثبت للعالم بأنها جادة في موضوع حقوق الإنسان، وأنه يمكن أن تشكل قدوة لباقي دول المنطقة". بدورها، أصدرت اللجنة العليا لقطر 2022 بياناً أوضحت فيه أنها عقدت اجتماعاً مع وفد من منظم العفو الدولية"لمناقشة موضوع أوضاع العمال في قطر قبل استضافة كأس العالم 2022". وتابع بيان اللجنة:"تم خلال اللقاء بحث مختلف القضايا ومن بينها التقدم الجاري في موضوع معايير أوضاع العمال في مشاريع قطر 2022، وتشكيل لجنة لرعاية العمال تكون تابعة للجنة العليا، كما تم الاتفاق على استمرار الحوار البناء بين المؤسستين".