بعدما عكس اكتمال عقد حضور وزراء خارجية الدول الست الكبرى في اليوم الثالث من المحادثات النووية مع ايران في جنيف، إرادة التوصل إلى اتفاق طال انتظاره بين الجانبين، وفي ظل ترقب زيارة مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إلى طهران غداً، ما يشير إلى احتمال توقيع اتفاق، بدد الغضب الإسرائيلي من مشروع الاتفاق جزئياً هذا الوضع، ما حتم إجراء جولة رابعة من المفاوضات ليل أمس. واستدعى وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاقتراح"الموقت"الذي يقضي بموافقة ايران على تعليق جزئي لتخصيب اليورانيوم بنسبتي 3.5 و20 في المئة فترة 6 شهور بأنه"سيء جداً"، اتصال الرئيس اوباما الجمعة بنتانياهو، الذي تمسك وفق البيت الأبيض، ب"تعهده منع ايران من حيازة سلاح نووي"، علماً أن الكونغرس الأميركي الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع القادة الإسرائيليين أيدّ تصريحات نتانياهو. وقال زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب إريك كانتور، إن"أي اتفاق لا يتضمن وقف البرنامج النووي الإيراني بالكامل أسوأ من عدم وجود اتفاق". وزاد:"جلبت العقوبات الإيرانيين إلى الطاولة، لكن التاريخ يدفعنا إلى أن نكون حذرين من أساليبهم التكتيكية". أما إد رويس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، فقال إنه"بدلاً من تعزيز العقوبات للحصول على تنازلات حقيقية ودائمة، تسعى إدارة أوباما إلى خطوات موقتة وقابلة للرجوع عنها، علماً أن قرارات مجلس الأمن تدعو إلى وقف كل نشاطات التخصيب الإيرانية التي تشكل العنصر الأساس في صنع القنبلة النووية". واعقب ذلك إعلان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في جنيف، أن الدول الست"قبلت بنص اتفاق مبدئي، لكن بعض النقاط لا ترضينا، ويجب أن نأخذ في الاعتبار بالكامل القلق الأمني لإسرائيل والمنطقة". وأوضح الوفد الفرنسي أن التفاوض يشمل، إلى تعليق التخصيب، ثلاث نقاط أخرى تشمل مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، ومصير موقع"آراك"، حيث تبني إيران مفاعلاً يعمل بالمياه الثقيلة، وآفاق تخصيب اليورانيوم الطويلة المدى بالنسبة إلى إيران. وتتبني فرنسا عادة موقفاً أكثر تشدداً من القوى العالمية الأخرى تجاه إيران، واتهم وزير الخارجية الإيراني ظريف فرنسا بأنها أكثر عناداً من الولاياتالمتحدة في المحادثات. في المقابل، أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ تحقيق"تقدم جيد"، مشدداً على ضرورة"انتهاز القوى الكبرى الفرصة المتاحة"في المفاوضات، فيما أعلن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي توجه الى جنيف أمس، أن"عدم التوصل إلى اتفاق"ينتظره العالم سيكون خطأ إستراتيجياً". وليل أول من امس، قال الأميركيون والإيرانيون إن"مسائل بالغة الأهمية ما زالت عالقة، ويجب إنجاز عمل كبير لتقليص الخلافات"، علماً أن مفاوضات ثلاثية جمعت لمدة 5 ساعات بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني ظريف ونظيرتهما في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، ثم أرجئت إلى أمس. ونقلت وكالة أنباء"مهر"الإيرانية عن عضو الوفد الإيراني في المفاوضات مجيد تختراونجي قوله، إن"قضية تخفيف العقوبات المصرفية والنفطية يجب أن تبحث في المرحلة الأولى". وعرضت القوى العالمية على إيران الحصول على أموالها المجمدة منذ سنوات في الخارج والتي تناهز 50 بليون دولار، لكنها استبعدت أي تخفيف ملموس للعقوبات في المراحل الأولى للاتفاق. ويرى الغربيون الحديث عن تعليق التخصيب، الذي وصفته طهران سابقاً بأنه"خط أحمر"، تقدماً مهماً مقارنة بالوضع قبل سنوات. وقال مسؤول غربي كبير طلب عدم كشف هويته، إن"اللقاءات بين الإيرانيين والقوى الكبرى التي سهل وصول الرئيس الإصلاحي حسن روحاني إلى السلطة انعقادها، لا علاقة لها بتلك التي جرت في السنوات الماضية". وأضاف"كان الأمر أشبه بمونولوجات سابقاً، والآن نتفاوض في إطار حراك حقيقي جديد". وتطالب الأممالمتحدة بتعليق كل عمليات تخصيب اليورانيوم، لكن خبراء يرون أن ايران يمكن أن يسمح لها في المستقبل بالتخصيب بنسبة 3.5 في المئة تحت رقابة صارمة. تدشين مصنع صواريخ على صعيد آخر، أعلن وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان، أن بلاده بدأت في إنتاج صواريخ مضادة للصواريخ ومضادة للطائرات من طراز"صياد-2". وقال الجنرال دهقان خلال حفلة لتدشين مصنع الإنتاج، إن"الصاروخ المضاد للصواريخ والطائرات الذي يشغل بوقود صلب يمكن أن يستخدم ضد مروحيات ومقاتلات وطائرات بلا طيار". والصاروخ نسخة محسنة لصاروخ"صياد-1"أرض - جو للمضادات الأرضية، القادر -وفق طهران- على بلوغ أهداف على علو متوسط وتعطيل التشويش الإلكتروني. وفي أيلول سبتمبر، عرضت القوات المسلحة 30 صاروخاً باليستياً من طرازي"سجيل"و"غدير"، ومداهما المعلن 2000 كيلومتر، ما يجعلهما قادرين نظرياً على إصابة اسرائيل والقواعد العسكرية الأميركية في المنطقة.