أكد أستاذ العلوم الاستراتيجية في جامعة الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عصام ملكاوي، أن أجمل ما في ثورات الربيع العربي هو عدم وجود أية صلة لها، لا من قريب ولا من بعيد، بتنظيم القاعدة، مشيراً إلى أن التنظيم سينتهي إلى زوال في أشهر قليلة مقبلة، لأنه أساساً صنيعة غربية. جاء ذلك في محاضرة قدمها ملكاوي صباح أمس في مركز حمد الجاسر الثقافي، بمناسبة مرور 10 سنوات على أحداث 11 سبتمبر، وأدارها الدكتور عائض الردادي، وأكد ملكاوي فيها أن أحداث 11 سبتمبر ذريعة للإمبراطورية الاستعمارية الأميركية، «لكن مشكلتنا أن الحق الذي لا تحميه قوة يظل باطلاً، فيما الباطل المحمي بقوة يصير حقاً ومسيطراً». وبدأ ملكاوي مؤكداً أن نتيجتها شكلت تغيّراً هائلاً ومفاجئاً في كل العالم، أخذته الولاياتالمتحدة تبريراً لحربها على الإسلام، وأشار إلى أن هناك أسراراً غامضة كثيرة خلفها لن تتضح خلال ال20 سنة المقبلة، «لكن في النهاية ستتضح الحقيقة». وشرح فكرته بأن الولاياتالمتحدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي أضحت قطباً أوحد، فكان لا بد من أن تبحث عن عدو جديد لتزيد من قوتها، فلم تجد سوى الإسلام، وهو ما أدى إلى الحرب على أفغانستان ثم العراق، ولا زالت تتوسع إلى حيث هي أرادت، مؤكداً أن ال(CIA) والموساد وراء الأحداث، مشيراً إلى مفهوم علم السياسة «الحقيقة الغائبة» إذ يوجد من يخطط ويدبر من جهة، ومن ينفذ من جهة أخرى، من دون وجود ربط وعلاقة، وهو الأمر السهل في عالم الاستخبارات، واستشهد بما يحصل في الاتفاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين من افتعال حادثة تفجير انتحارية لوقف توقيع ما. وتساءل بعد أن عرض عدداً من القرائن والاستنتاجات تفند التفسير المعلن، من واقع قراءاته ومقابلاته مع مختصين وطيارين، إضافة إلى مشاهداته وتحليلاته الخاصة: لماذا نكون كمسلمين ضحية لهذه الخدعة؟ ولماذا هذه السذاجة لينطلي علينا مثل ذلك، فنقبل أن نكون أداة؟. ولفت إلى أن ما ساعد في تأجيج الرأي العام الغربي والأميركي لتصديق الرواية الأميركية هو الرد العربي الشعبي، الذي جاء فرحاً بالهجوم انتقاماً من دعم الولاياتالمتحدة لإسرائيل، فوظفت أميركا ذلك في سياق خطط حربها على الإسلام. وما زاد من شكوكه «تأخر اعتراف القاعدة لثلاث سنوات، من خلال إعلان الولاياتالمتحدة المحتاجة لتقديم دليل، أنها عثرت على شريط مكالمة تبيّن تورط القاعدة من خلال مكالمة لابن لادن مع أحد رجاله»، مستغرباً أن المنتصر المقتنع بما يفعل كان سيعلن مسؤوليته فوراً، وهو ما لم يتم، بل جاء الرد من ابن لادن بعد الأحداث» أننا لا نملك صاروخاً نهاجم به البرجين وأميركا، لكننا نعد أن نهاجمها عبر اقتصادها». ودحضت قرائن ملكاوي في أن تكون الطائرات الأربع التي قامت بالهجوم طائرات ركاب. وقال إنها إما أن تكون للشحن أو قتالية، قبل أن يشكك من خلال مقولات محققين في سرعة سقوط البرجين، واستحالة أن ينهارا بفعل طائرة، مضيفاً أن البرج كان يجب أن يميل وينهار جزئياً، لا أن ينهار انهياراً هندسياً مبرمجاً ومحكماً، وقدّم أسباباً أخرى مثل كمية الحديد للشظايا وانصهار الفولاذ المصمم لتحمل 2000، «في الوقت الذي أقصى ما تقدمه طائرة مقاتلة لا يتجاوز 1500 درجة مئوية، وكذلك سر الحرارة العالية التي ظلت في مكان التفجير لأشهر، وتوهج المعادن والمخلفات لأسابيع وليس لأيام قليلة، في أكثر الأحوال الطبيعية. إضافة إلى أن الطائرة التي قيل أنها اتجهت للبنتاغون، لم يظهر لها أي حطام على وسائل الإعلام حتى الآن». وركّز على أسباب أخرى مثل استحالة أن يقوم بهذا العمل طيارون مدربون، ناهيك عن صعوبة قيادة الطائرة والانحراف بها كما حصل، وقال إن ذلك يبرر وجود تخطيط مدبر ومحكم، إضافة لتغيب 4000 يهودي يوم الحادث، ووجود مصورين قبل حدوث الانفجار، مؤكداً أنه من المستحيل تنفيذ عمل بهذه الدقة بتخطيط أشخاص في كهوف أفغانستان، «في الوقت الذي تعجز دول عن ذلك لسنوات طويلة». وفي معرض رده على مداخلات حول الجدوى الاقتصادية لافتعال الحادث، أكد أن أميركا لم تخسر كثيراً من انهيار البرجين، لكنها عندما علقت في أفغانستان وفي العراق بدأت في طريقها للانهيار، مشيراً إلى أن الحقائق أكدت أن هناك أكثر من 200 شركة وهمية كانت تعمل في البرجين. وقال رداً على سؤال حول وجود 15 سعودياً من بين منفذي الهجوم، «إننا لسنا بحاجة لإثبات أن السعوديين رجال وأقوياء ويعمل لهم ألف حساب»، مشيراً إلى أن إقحام السعوديين المشهود بقوتهم إقليمياً ودولياً قبل الأحداث، ربما لأن ابن لادن كان سعودياً، ولأن السعوديين ليسوا فقراء، ما يلغي تبرير الدافع المادي. وفي رد على انتقاد أحدهم التشكيك في الحقائق، وجعلنا كمسلمين نبدو كالضحية للاستسلام لنظرية المؤامرة، أنه ليس مع النظرية، «لكن علينا أن نعترف بوجودها، وليست شجاعة أن نعلق كل شي عليها». وحول غياب التحليل المعرفي والعلمي على حد تعليق عز الدين موسى، عاد ملكاوي ليؤكد «أني لا أملك الدليل، ولم أكن اعتذارياً، ولم أبرر للآخرين خذلاننا وإنما أتحدث كباحث». وأشار، بهدوء الذي يبدو على وشك الانفعال، إلى أن «عندي من المعلومات والمعرفة حول الحادثة ما يجعلني استمر في الحديث 4 ساعات متواصلة، إنما هو اختصار بقصد عدم الإملال، وحديث مقنن الكلمات».