في خطوة مفاجئة، أعلنت كندا أمس تجميد علاقاتها الديبلوماسية مع إيران وإغلاق سفارتها في طهران وطرد جميع الديبلوماسيين الإيرانيين على أراضيها. واتهمت كنداإيران بمساعدة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، واعتبرت أنها"دولة داعمة للإرهاب"تشكّل"أبرز تهديد"للأمن العالمي. راجع ص 8 وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد:"يقدّم النظام الإيراني مساعدة عسكرية متنامية لنظام الأسد، ويرفض الالتزام بقرارات الأممالمتحدة المتصلة ببرنامجه النووي، ويهدد وجود إسرائيل، ويطلق تصريحات معادية للسامية وعنصرية، إضافة إلى التحريض على الإبادة". واتهم طهران بأنها"تتجاهل في شكل صارخ، معاهدة فيينا وحماية الديبلوماسيين الأجانب... في هذه الظروف، لا يمكن كندا أن تحافظ على وجود ديبلوماسي في إيران. جُمِّدت العلاقات الديبلوماسية، وغادر كلّ الطاقم الديبلوماسي الكندي إيران، وتلقى الديبلوماسيون الإيرانيون العاملون في أوتاوا أوامر بمغادرة البلاد، في مهلة لا تتجاوز 5 أيام". كما نصح رعايا كندا بتجنب زيارة إيران. وأشار بيرد إلى أن"الحكومة الإيرانية تشكّل الآن أبرز تهديد للسلم والأمن العالميَّين، وتُعدّ إيران بين أبشع منتهكي حقوق الإنسان في العالم، وتؤوي مجموعات إرهابية تمدّها بمساعدة مادية، ما يُجبر الحكومة الكندية على أن تسجّل رسمياً إيران بوصفها دولة داعمة للإرهاب، تطبيقاً للقانون الخاص بالعدالة لضحايا العمليات الإرهابية". وهنّأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كندا ل"قرارها الشجاع"، معتبراً أنه"مهم جداً ويشكّل مثالاً للمجتمع الدولي". وكانت كندا خفّضت علاقاتها مع إيران، بعد اقتحام السفارة البريطانية في طهران في تشرين الثاني نوفمبر 2011. في غضون ذلك، أقرّ وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك مجدداً بخلاف بين الدولة العبرية والولايات المتحدة حول الملف النووي الإيراني. لكنه أثنى على"الاستعدادات الأميركية المثيرة للإعجاب"لمواجهة هذا التحدي، فيما اعتبر تساحي هنغبي، وهو وزير إسرائيلي سابق ومن أبرز حلفاء رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، أن الأيام الخمسين المقبلة ستكون"مصيرية"بالنسبة إلى هذا الملف. على صعيد آخر، أعلنت لجنة الانتخابات في وزارة الداخلية الإيرانية أمس، أن انتخابات الرئاسة ستُجرى في 13 حزيران يونيو 2013، وسط جدل حول الجهة المشرفة على الاقتراع، لتجاوز المشاكل التي رافقت انتخابات 2009 وأعقبتها اضطرابات إثر خسارة مرشحَي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي. ويكتنف الغموض هوية المرشحين المحتملين للانتخابات، إذ ثمة تكهنات بانحصارها بين شخصيات التيار الأصولي المحافظ، على رغم أن ثمة أصواتاً تدعو إلى مساندة شخصية تحمل خطاباً سياسياً منفتحاً، داخلياً وخارجياً. إلى ذلك، اعتبر علي أكبر ولايتي، مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي للشؤون الدولية، أن"مكانة إيران الآن تخوّلها قيادة دول أخرى"، فيما دعا سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي إلى"نهضة جديدة في البلاد"، لمواجهة العقوبات الغربية.