صدرت عن"المركز القومي المصري للترجمة"النسخة العربية لكتاب"المقالة العلمية في عصر الرقمنة"، تأليف جون ماكنزي أوين وترجمة الزميل حشمت قاسم. يوضح الكتاب أن الدوريات المتخصصة شكّلت أهم قنوات الاتصال العلمي منذ منتصف القرن السابع عشر للميلاد. ويحاول التحقق من تداعيات الرقمنة بالنسبة إلى المقالات العلمية المحكمة التي تنشر في الدوريات الإلكترونية. ويبيّن أن الدراسة المنهجية للدوريات الإلكترونية التي نشرت بين عامي 1987 و2004، أظهرت أن الرقمنة لم تحدث أثراً ثورياً، بمعنى أنها لم تُحدِث الطفرة التي توقّعها البعض في هذا المجال. ويلاحظ الكتاب أن مؤلفي المقالات قلما يستثمرون الإمكانات التي تكفلها الوسائط الرقمية، كما أن إجراءات التحكيم في البيئة الإلكترونية لا تزال متمسكة بالأساليب التقليدية، إضافة إلى إعراض القرّاء عموماً عن الأشكال الجديدة للتفاعل التي تتيحها بعض الدوريات الإلكترونية، وعزف العلماء عن تغيير أنماط سلوكهم الراسخة في التواصل العلمي الرسمي. تاريخ الاتصال العلمي يتضمن هذا الكتاب الذي يتسم بالنظرة الثاقبة المتعمقة، أساساً نظرياً لدراسة تاريخ الاتصال العلمي عموماً، والدوريات المتخصّصة والمقالات العلمية خصوصاً، فضلاً عن مقومات الرقمنة، وخصائص الوثائق الرقمية. يقع الكتاب في 363 صفحة من القطع الكبير. ويتوزع على ستة فصول، أولها مقدمة الكتاب. وتبدأ المقدمة بالاحتفاء بميلاد الدورية الإلكترونية، وتتطرق إلى ما يسمى"ثورة الدوريات الإلكترونية"، وبعض القضايا الاقتصادية والقانونية والتقنية المتصلة بالدوريات الإلكترونية، ومناهج دراسة الرقمنة، وعلم المعلومات باعتباره سياقاً عاماً لهذه الدراسة، والوضع الراهن للنظرية في علم المعلومات. ويتناول الفصل الثاني تطور نظام الاتصال العلمي بوصفه السياق الذي ترتبط به الوثيقة العلمية وتمارس مهماتها فيه. ويبدأ هذا الفصل بعرض المنظور التاريخي للدوريات العلمية بداية من القرن السابع عشر للميلاد. وبعد هذا، يعالج الثورة العلمية وتأثير الطباعة، ونشأة الجمعيات العلمية، والدورية المتخصّصة، وتطور الدورية الإلكترونية وأخيراً المقالة العلمية التي يعتبرها أحد وسائل الاتصال المعاصر. ويتناول الفصل الثالث مقومات الاتصال العلمي وخصائصه في المجتمعات المعاصرة. ويتحدث الفصل الرابع عن رقمنة مصادر المعلومات، وتحول منظومة المعلومات من الطباعة إلى الرقمنة. وبذا، تمثل الفصول الأربعة الأولى في الكتاب إطاراً نظرياً للدراسة بمجملها. ويمثّل الفصل الخامس بؤرة الجهد المنهجي الذي يُشدّد عليه الكتاب. إذ يشتمل على دراسة وصفية تحليلية للدوريات الإلكترونية من العام 1987 حتى العام 2004 اعتماداً على عينة قوامها 186 دورية. ويختتم الكتاب بالفصل السادس الذي يحتوي خلاصة تحلل ما انتهت إليه الدراسة الوصفية التحليلية من نتائج. كما يناقش نظريات تفسير التطوّر العلمي. ويرى المؤلف في نهاية الكتاب، أن تأثير الرقمنة على الاتصال العلمي الرسمي يمكن أن نجده في التحسينات المهمة التي طرأت على نظم الاتصال، لا في جوهر المعلومات العلمية نفسها. ويرى أن الأطراف المشاركة الرئيسية في الابتكار، هم المشاركون الوسطاء كدور النشر والمكتبات، لا مجتمع المؤلفين العلميين. ولد جون ماكنزى أوين، في اسكتلندا في العام 1949، وهو أستاذ علم المعلومات في كلية الإنسانيات في جامعة أمستردام. وضع كثيراً من الأعمال العلمية المنشورة، تشمل دراسات ومقالات وكتباً وبحوثاً وغيرها. نشر دراسات بارزة حول الابتكار في منظومة المعلومات. وتتوزع نشاطاته في الوقت الراهن بين الأعمال الأكاديمية والمهمات الاستشارية في مجال المعلومات. ويعتبر أيضاً من الخبراء في إدارة المعلومات. ويرأس تحرير سلسلة من الكتب في هذا المجال. ويتولى المترجم الدكتور حشمت قاسم، وهو أستاذ علم المكتبات والمعلومات في كلية الآداب في جامعة القاهرة، رئاسة تحرير مؤلّف دوري عنوانه"دراسات عربية في المكتبات وعلم المعلومات"، وله كثير من الأعمال المنشورة. وحصل على جائزة"معهد المعلومات العلمية"في العام 2003.