اتخذت المحادثات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، في بغداد اليوم، بعداً جديداً بعد إعلان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو توصّله في طهران إلى اتفاق سيُبرم قريباً، شككت به الولاياتالمتحدة وإسرائيل. ويتيح الاتفاق للوكالة استئناف عمليات التفتيش المتعثرة منذ أربع سنوات، للتحقق من أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني. راجع ص 8 وكان أمانو التقى في طهران الاثنين، مسؤولين إيرانيين بارزين، بينهم سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي. وقال أمانو، لدى عودته إلى فيينا من طهران، إنه وجليلي"قررا التوصل إلى اتفاق حول نهج منظم"يتيح للوكالة دخول منشآت إيرانية والوصول إلى أشخاص ووثائق على صلة بالملف النووي. واضاف:"يمكنني القول إنه سيوقّع قريباً جداً"، مشيرا إلى"بعض الاختلافات"، لكنه أكد أن جليلي أبلغه أنها"لن تشكّل عقبة أمام الاتفاق". ووصف أمانو ذلك بأنه"تطوّر مهم"، مضيفاً:"المهم أنني تحدثت مباشرة مع المسؤولين الإيرانيين، وبتنا نفهم في شكل أفضل مواقف بعضنا بعضاً". ولفت إلى أنه ناقش مع الإيرانيين مسألة مجمّع بارشين العسكري قرب طهران، وحيث تشتبه الوكالة بتنفيذ اختبارات لصنع سلاح ذري، مضيفاً:"سيجري التطرق إلى هذه النقطة، في إطار تطبيق وثيقة النهج المنظم". لكن وكالة"رويترز"نقلت عن ديبلوماسي غربي في فيينا أن"ثمة شكوكاً في أن يُوقّع الاتفاق، ثم في تطبيقه". كما شدد ديبلوماسي أوروبي على"أهمية التعاون مع الوكالة الذرية لدخول بارشين، لكن ذلك ليس كافياً، إذ يجب أن تُعتبر أولوية، مسألة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة". كما شككت واشنطن في الاتفاق، إذ قال روبرت وود، القائم بأعمال المندوب الأميركي لدى الوكالة الذرية:"نقدّر جهود الوكالة لإبرام اتفاق حقيقي، لكننا ما زلنا نشعر بقلق إزاء التزام إيران الملحّ باتخاذ خطوات ملموسة للتعاون الكامل"مع الوكالة. كما أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك عن شكوكه، بقوله:"يبدو أن الايرانيين يحاولون التوصل الى اتفاق تقني سيوجد خداعاً في المحادثات، لتقليص الضغط قبل المحادثات في بغداد، وتأجيل تشديد العقوبات". ودعا الى"تحديد سقف لايران، لا يتيح لها مواصلة السعي الى امتلاك قدرات تسلح نووي"، مضيفاً:"يُحظّر تقديم أي تنازلات لايران، ومطالب القوى العالمية يجب أن تكون واضحة وقاطعة". في غضون ذلك، أعلن جليلي خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد،"تطلع بلاده إلى أن يشكل اجتماع بغداد خطوة مهمة في طريق تسوية الإشكالات المتصلة بالملف النووي الإيراني". أما المالكي فأكد"حرص العراق الذي استعاد مكانته، نجاح المحادثات"، معرباً عن أمله ب"توصل الأطراف المجتمعين إلى تسوية المسائل المطروحة". وأبلغ الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ"الحياة"أن"كل الاستعدادات الخاصة بتنظيم الاجتماع، أُنجزت منذ أيام، ولن تكون للعراق أي مشاركة في الاجتماعات". وعشية المحادثات، سبّبت عاصفة ترابية إغلاق مطار بغداد الدولي. ومن المقرر أن تصل إلى العاصمة العراقية اليوم، وفود الدول الست الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا. وشدد رئيس مجلس الشورى البرلمان الإيراني علي لاريجاني على أن طهران"تنتظر من الدول الست تغيير سياساتها المعادية، والكفّ عن أساليب الخداع والمراوغة"، فيما قالت مصادر ديبلوماسية في طهران إن الدول الست ستطرح في بغداد"رزمة اقتراحات"لتسوية الملف النووي الإيراني، تختلف عن اقتراح روسيا تسويته استناداً إلى نهج"الخطوة خطوة". وقبل ساعات من المحادثات، أعلنت"المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية"أنها سلّمت مفاعل طهران للبحوث الطبية،"مجموعتين من قضبان وقود محلية الصنع". وإذا تأكد ذلك، فلن تحتاج إيران لإبرام اتفاق مع الدول الست، لتزويدها وقوداً لتشغيل المفاعل، في مقابل إخراج كميات من اليورانيوم المخصب من أراضيها.