سانتو دومينغو، القدسالمحتلة - أ ف ب، رويترز - قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان «منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة» (يونيسكو) يجب عليها «ان تعيد النظر» في موقفها من عضوية فلسطين في المنظمة، مهددة بوقف المساهمة الاميركية في موازنة هذه المنظمة. وكان الفلسطينيون حققوا أول من أمس أول نصر ديبلوماسي في سعيهم وراء الاعتراف الدولي بدولتهم، وذلك عندما اوصت «يونيسكو» بمنح فلسطين العضوية الكاملة في هذه المنظمة، على رغم الضغوط الاميركية. وسترفع التوصية التي جاءت بناء على مبادرة مجموعة الدول العربية، الى المؤتمر العام ل «يونيسكو» نهاية الشهر الجاري. وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي في عاصمة جمهورية الدومينيكان حيث تقوم بزيارة رسمية، إنها ترى أنه «أمر يتعذر تفسيره» ان تدرس «يونيسكو» المضي قدماً في إجراء تصويت على عضوية فلسطين، مع ان المسألة ما زالت معروضة أمام مجلس الامن التابع للأمم المتحدة. وأضافت: «أود أن أحض المجلس التنفيذي ليونيسكو على التفكير ثانية قبل المضي قدماً في إجراء التصويت لأن القرار الخاص بالوضع يجب اتخاذه في الاممالمتحدة وليس في منظمات فرعية تكون تابعة للأمم المتحدة». واضافت ان هذه التحركات ستتجاوز قضايا رئيسة لا يمكن حسمها إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين. وأضافت: «لسوء الحظ أن البعض يتفادى في حماسه للاعتراف بطموحات الشعب الفلسطيني أهم خطوة، وهي تحديد شكل الدولة، وما هي حدودها، وكيف ستعالج القضايا المتشابكة التي يجب أن تعالجها الدول». وقالت كلينتون ان الولاياتالمتحدة التي تدفع 22 في المئة من موازنة «يونيسكو» قد تكون ملزمة وفق القانون بقطع التمويل عن المنظمة إذا قبلت الفلسطينيين عضواً في صفوفها. وقالت انه توجد قيود تشريعية قوية تمنع الولاياتالمتحدة من تمويل المنظمات التي تسارع الى الاعتراف بكيانات قبل ان تصبح مستعدة تماما لمثل هذا الاعتراف. واضافت: «ما زال يحدوني الأمل، وهي توصيتي بقوة أن ننقل هذا الأمر الى المنتدى المناسب وهو مائدة التفاوض». وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند قالت ان «عملية جارية في مجلس الامن (لبحث طلب انضمام فلسطين الى الأممالمتحدة). وبالتالي فمن غير المناسب اتخاذ قرارات في وكالات مكونة للأمم المتحدة قبل ان يتمكن مجلس الامن من قول كلمته». واكدت ان الولاياتالمتحدة ستستخدم هذه المهلة في محاولة لاقناع دول بعدم المصادقة على التوصية على اساس ان «تغييراً في يونيسكو ليس الامر الذي سينشىء دولة فلسطينية». كما اعتبرت ادارة باراك اوباما ان هذه الحلقة «تثير مزيداً من التوترات» التي تضر باستئناف مفاوضات السلام. من جانبها، وجهت اسرائيل انتقاداً شديداً الى طلب عضوية فلسطين في «يونيسكو»، واعتبرت وزارة الخارجية ان التحرك الفلسطيني «ينكر في الوقت نفسه (وجود) المفاوضات الثنائية واقتراح الرباعية مواصلة العملية الديبلوماسية»، في اشارة الى بيان اعضاء اللجنة الرباعية الدولية الذي دعا الى استئناف المفاوضات. واضافت الوزارة في بيان ان «ما يقومون به هو رد سلبي على جهود اسرائيل والمجتمع الدولي لتعزيز عملية السلام». وتابعت ان «يونيسكو التي لزمت الصمت حيال التغييرات الكبيرة في الشرق الاوسط، وجدت الوقت خلال اجتماعها الحالي لاصدار ستة قرارات حول النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي».