في السنوات الأخيرة لمع نجم الممثل الشاب عزالدين الدويلي، وإن في أدوار ثانوية في عدد من المسرحيات والبرامج الإذاعية في مدينتي شحات والبيضاء بالجبل الأخضر في ليبيا. إلا أن هذه الأدوار الثانوية لفتت أنظار المخرجين إليه، لما يتمتع به أداؤه من بساطة وعفوية وصدق، ليغامر المخرج المعروف وصاحب التجربة عبدالعزيز ونيس، الذي تربطه بعزالدين صلة قرابة، بمنحه دور البطولة في مسرحية"فانتازيا"التي شاركت بها فرقة"شحات"في مهرجان المسرح الوطني الليبي ال11، على رغم الانتقادات التي طالت خيار ونيس الذي يقول إنه كان صارماً مع الشاب في التمارين، معتبراً أن هناك في الوسط المسرحي والفني العربي أكثر من فرقة من عائلة واحدة، وأن جهده جاء بنتيجة تُسكِت المنتقدين، لا سيما بعدما نال عزالدين جائزة أفضل ممثل في المهرجان. وتكرر هذا التقدير في عمّان قبل أيام، في مهرجان"ليالي المسرح الحر الدولي"الذي شاركت فيه فرق عربية وعالمية من هولندا والكويت والنمسا وفلسطين وتونس، فحاز الممثل الشاب جائزة أفضل ممثل في المهرجان عن دوره في مسرحية"وجوه"التي حظيت بإعجاب جماهيري لافت. المخرج المسرحي، شرح البال عبدالهادي، من الفنانين المؤيدين لاتباع نهج تجريبي يمنح الممثل صلاحيات مطلقة في أداء دوره بالطريقة التي يشاء، شرط ألا يخرج عن الإطار العام للرؤية الإخراجية. وأثنى عبد الهادي على جهد الفرقة التي ساهمت في تألق عزالدين، مؤكداً استحقاق الأخير للجائزة. وحول المشاريع المقبلة للفرقة، قال عبد الهادي إنه تلقى دعوات عدة للمشاركة في مهرجانات عربية سيناقش دعواتها مع إدارة المسرح لاختيار أفضلها، إضافة إلى أنه سيبدأ قريباً التمارين على مسرحية"بكاء الموناليزا"من تأليف الكاتب العراقي ذوالفقار خضر، وهي"مونودراما"لممثلة واحدة. وأكد عبد الهادي ضرورة أن تشارك الفرق المسرحية الليبية في المهرجانات العربية والدولية، لكن عليها أن تختار أعمالاً جيدة، لأن"المسرح لا يرحم من لا يتألق، والفشل يعرّض الفنانين لمشاعر الحزن والألم وربما العار". ومسرحية"وجوه"، الفائزة بجائزة أفضل ممثل، نالها عزالدين الدويلي، مأخوذة عن نص بالعنوان ذاته للقاص الليبي المخضرم أحمد يوسف عقيلة. تدور أحداثها حول"زيزو"، وهو دهّان كان يطلي جداراً وهو يستمع إلى أغنية تتحدث عن اللعب، فتعجبه فلسفة اللعب، فيتخيل وجوهاً تخرج من الجدار، ويبدأ بحثه عن وجهٍ له بين الوجوه. يلتصق به وجه بائس، لكنّه يرفضه، فيما تصرّ الوجوه على أن هذا هو وجهه الحقيقي. يعود حينها بالذاكرة إلى طفولة بائسة بعد طلاق الأهل، وتشرّده خارج المنزل باحثاً عن عمل ليلي، ويتعرّض للتعذيب، ولمحاولة اغتصاب من رجال الأمن، وتتوالى المآسي، ليحاصَر الشاب بالجنون.