أطلق الرئيس اللبناني السابق أمين الجميّل ما سماه"مبادرة لتعزيز الإنجازات السياسية والاجتماعية في العالم العربي من خلال مشروع مارشال يتبناه الاتحاد الأوروبي ويهدف إلى ترسيخ الديموقراطية وتعزيز ثقافة الحرية والتعددية وحقوق الإنسان". ووزع المكتب الإعلامي للجميل أمس مداخلة ألقاها خلال ندوة عقدت في مجلس الشيوخ الإيطالي برعاية الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو. ودعا الجميل الاتحاد الأوروبي إلى"مساعدة العالم العربي في مجالات البنية التربوية والتعليمية، ترسيخ نظام تداول السلطة والمساءلة في الحكم، قيام شراكة مع سلطة الإعلام لنشر ثقافة الديموقراطية، مواجهة الفقر والبطالة، وإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية". كما دعا جامعة الدول العربية إلى"تشكيل لجنة رفيعة المستوى لصوغ تصور استراتيجي للشراكة بين الديموقراطيتين الأوروبية والعربية، بما يتيح تعزيز اليقظة العربية ويساهم في استكمال مرحلة السلام والتقدم والديموقراطية". وطرح لبنان"ملتقى للتواصل بين الغرب والدول العربية". وتحدث في الندوة رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي ريناتو سكيفاني ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي المار بروك الذي"دعا روسيا والصين إلى وعي مسؤولياتهما لأن وضع المنطقة متفجر، وإلى عمل دولي سريع لضمان احترام وقف إطلاق النار في سورية وضمان تنفيذ بنود المبادرة الدولية الستة". ودعا المعارضة السورية إلى الوحدة. وأجرى الجميل مشاورات مع الرئيس الإيطالي ورئيس مجلس الشيوخ الذي"أعرب عن قلقه إزاء الأحداث في سورية واحتمال أن تشكل مصدراً للاضطرابات في المنطقة". ورد الجميل محذراً من أن"الاستقرار من دون ديموقراطية يشكل وصفة للاضطرابات في المستقبل، كما أن التركيز المفرط على الاستقرار قد يقود إلى إنعاش القوى الاستبدادية القديمة والجديدة". وأكد أن"الانتقال من الديكتاتورية إلى الديموقراطية يتطلب جهوداً داخلية مضنية ودعماً دولياً واسعاً". وقال:"علمتنا التجربتان التونسية والمصرية أن إسقاط الحكام قد يحدث سريعاً، فيما سقوط الأنظمة وترحيل ثقافة الديكتاتورية قد تأخذ بعض الوقت". وأشار إلى" انه على رغم التهديد المتأتي من الأصولية، على القوى الديموقراطية أن تأخذ في الاعتبار تأثير الدين في الحياة السياسية. ويكون الحل باحتضان تحالفات مع القوى المعتدلة والليبرالية بما يكفل قيام دولة مدنية تضمن الديموقراطية والتعددية وحقوق الإنسان". وقال إن"شخصيات وقوى الاعتدال موجودة في العالم العربي، بينها آية الله السيستاني في العراق وشيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب في مصر وتيار المستقبل في لبنان وبابا الأقباط الراحل الأنبا شنودة في مصر وسواهم".