إن مرض قطاع اقتصادي، فهناك آخر... وإن خاب نجم قطاع افتصادي، سطع نجمُ آخر... قد تكون هذه العبارات من أكثر الكلمات التي تصف الواقع الاقتصادي في شكل عام، رواجاً، إذ لا يمكن في أي حال من الأحوال ومهما كانت الظروف العادية وغير العادية، أن تصاب قطاعات الاقتصاد العالمي كلها بشلل جزئي أو تام في الوقت ذاته. وهذا هو الواقع اليوم، ففيما ساد الحذر أداء القطاع العقاري في دبي خلال 2011، مثلاً، شهدت الإمارة نمواً بنسبة 71 إلى 87 في المئة في حجوز الفنادق والمنتجعات. يتيح ازدهار القطاع السياحي في دول الخليج، آفاقاً جديدة للاستثمار في أكثر من قطاع ذي صلة. وقد يكون الوقت الحالي هو الوقت المثالي للاستثمار السياحي في أكثر من صعيد، وهو لا ينحصر في بناء الفنادق أو المنتجعات وحسب، بل يتعدى ذلك إلى الاستثمار في المطاعم ونوادي الاستجمام، ومراكز السهر، ومدن الملاهي الكبرى، وسواها من عناصر الجذب التي تحتاج إلى استثمار البنية التحتية في طريقة عصرية ومبتكرة تشكل عامل جذب مهم وجديد للسائح. وقد يكون نموذج السياحة النامي في بلاد شرق آسيا من الأمثلة القوية في هذا المجال وهي التي عرفت كيفية دمج التراث والحضارة والأديان والمقومات الغنية للبلاد والطبيعة لتشكل جذباً للسائح الباحث عن عنصر اختلاف مريح في العالم، فحققت نمواً نسبته 9 في المئة خلال 2011 فقط. وفيما تتوقع منظمة السياحة العالمية في تقريرها حول السياحة ل 2011 - 2012، أن يبلغ عدد السياح حول العالم بليون شخص العام الحالي، مقارنة ب 980 مليون سائح العام الماضي، بنمو يتراوح بين 3 و4 في المئة، فالسؤال يكون: كم ستبلغ حصة المنطقة العربية والخليجية منها، علماً أن المنظمة تتوقع نمو السياحة في الشرق الأوسط بنسبة 5 في المئة كحد أقصى خلال 2012 على الرغم من التوترات والأحداث السياسية؟ ومع بروز نجم السياحة في المنطقة، ازدادت نسبة الإعلان عن مجموعة من المشاريع السياحية، تنوعت بين فنادق ومنتجعات وسلاسل المطاعم العالمية، وهذا الأمر ينطبق في شكل قوي أيضاً على قطر التي تحتاج إلى بناء قطاع سياحي كامل ومتكامل استعداداً لكأس العالم لكرة القدم عام 2022. وساعد إنجاز مجموعة من الفنادق الكبرى في المنطقة على تشجيع مزيد من الاستثمارات في القطاع السياحي. وكي يكون الاستثمار ناجعاً، ونسب النمو مقبولة، يستلزم الأمر حسن الاستفادة من البنية التحتية وتنويع عناصر الجذب، وتقديم التسهيلات في قطاع السفر والسياحة من خلال الاستغلال الأمثل لأحدث التقنيات المعلوماتية في الحصول على طلبات التأشيرات السياحية في شكل سهل وبسيط، ما يساهم حتماً في تعزيز الاقتصاد ودعمه. * نائب الرئيس التنفيذي لتطوير العمليات والتسويق في"المزايا القابضة"