وإن لم تستطع الفنانة المغربية الشابة دنيا بطمة الفوز بلقب برنامج"آراب آيدول: محبوب العرب"، فإنها استطاعت أن تسرق الأضواء مجدداً، وهذه المرة بقوة وهي تؤدي الأغاني التي اختارتها في الحلقة الأخيرة من هذا البرنامج الفني العربي، بعد أن لفتت اليها الأنظار في السابق طيلة الحلقات السابقة منه. ويبدو أن دنيا بطمة نضجت فنياً خلال مدة مشاركتها في البرنامج، وامتلكت تجربة قوية جعلتها وعبر الحلقات المتتالية، تتجاوز دائما مرحلة الخطر سواء لجهة أحكام اللجنة أم لجهة إعجاب الجمهور العربي بها والتصويت لأدائها الفني الرائع. هذه الفنانة الشابة هي سليلة أسرة فنية مغربية ذائعة الصيت: الأسرة التي أعطت أسطورة" ناس الغيوان"الراحل العربي بطمة، صاحب الصوت الشجي الذي لا يقارن، والذي خلف بالإضافة الى الأغاني الغيوانية الخالدة سيرته الذاتية المكونة من جزءين"الرحيل"و"الألم"، اضافة الى ديوانه الزجلي"حوض النعناع"والملحمة الشعرية الزجلية"الهمام حسام". ولا شك في ان مسيرة دنيا بطمة لن تقف عند حدود البرنامج، هي التي عرفت بأدائها الفني القوي وصوتها الممتلئ عذوبة وأذنها التي تتبع نغمات الإيقاع الموسيقي بكل دقة... كما أبانت عن حضور شخصية فنية متميزة وهي تؤدي الأغاني التي اختارتها سواء للفنان طلال مداح أم لكوكب الشرق أم كلثوم أم للموسيقار محمد عبد الوهاب أم للفنانات سميرة سعيد ونجوى كرم وأصالة وأحلام... وكان لافتاً حضورها الاول في الكاستينغ حين قدمت نفسها في البداية للجنة التحكيم. قالت إن سنها 20 وإنها تهوى الغناء طبعاً والرياضة والمطالعة. وحين غنت أقنعت اللجنة بأدائها الفني المميز، ثم توالى بريقها في سياق الحلقات وهي تغني وتقف على الخشبة واثقة بقدراتها الفنية. استطاعت دنيا بطمة أن تحظى بإعجاب الجمهور العربي. أما الجمهور المغربي، فقد كان فخوراً بها، وهو يتابعها على الشاشة في هذا البرنامج الفني الكبير، كما استطاعت أن تثير اعجاب بعض كبار المثقفين المغاربة، إذ حظيت مشاركتها هذه بالتنويه منهم. أبعد من هذا، فقد استقبلها الجمهور المغربي الذي تابع تألقها في هذا البرنامج بكثير من الحب والإعجاب، وعبّر على مواقع التواصل الاجتماعي عن حزنه لخسارتها اللقب، من دون ان يغيب عن باله انها ستكون صوت المغرب المقبل.