«لعبة السلطة» اخراج: كيفن ماكدونالد - تمثيل: راسل كراو، بن آفليك وآخرين العنوان الأصلي لهذا الفيلم، في الانكليزية يعني «وضعية اللعبة». لكن عنوانه الأوروبي صار «لعبة السلطة». ولمرة يبدو العنوان الأوروبي أفضل حتى وإن كان فضفاضاً بعض الشيء. فاللعبة هنا لعبة سياسية/ صحافية/ بوليسية، من النوع الذي ندر أن أحسن غير الأميركيين أفلمته... لكن الموضوع لا يدنو حقاً من السلطات العليا، أو لا يدنو منها في شكل فصيح. غير أن هذا لا يقلل أبداً من قيمة عمل حققه مخرج «آخر ملوك اسكتلندا»، كيفن ماكدونالد، وجمع فيه عدداً من كبار الممثلين الهوليووديين موزعاً عليهم ادواراً متنوعة وشديدة القوة، في حكاية تدور حول حادثين يبدوان للوهلة الأولى من دون رابط: انتحار امرأة، ومقتل تاجر مخدرات صغير. غير أن ما يبدو أكيداً للوهلة الأولى، سرعان ما يتخذ تعقيداته وأبعاده الإجرامية والسياسية، ما إن تصل القضية الى يدي الصحافي كال ماكافري، ليكتشف من التعقيدات، الموضوعة والذاتية أيضاً، ما يجعله في حيرة من أمره، وتزداد حيرته بالتدريج، مع تطور الأحداث، ليقع كال، ولكن كذلك متفرجو الفيلم في لعبة دوخان مدهشة، تنتمي الى نوع بات وجوده يتفاقم في الآونة الأخيرة: الخيال السياسي، متضافراً، مع لعبة السلطة... الرابعة. «كارولاين» فيلم تحريك من اخراج هنري سيكيكbr / بمقدار ما يزداد نجاح أفلام التحريك وتألقها، يزداد عمق مواضيعها وغرائبها... وإذا كان مهرجان «كان» السينمائي قد افتتح دورته الأخيرة بفيلم من هذا النوع، فإنه لا يمر أسبوع في الصالات إلا ويعرض فيلمان أو ثلاثة من هذا النوع. وضمن هذا الإطار، حتى، يبدو فيلم «كارولاين» استثنائياً، بخاصة أنه يستعير بعض ما لدى لويس كارول في «أليس في بلاد العجائب». تدور حبكة هذا الفيلم حول الصغيرة كارولاين، التي انتقلت حديثاً مع والديها الى بيت على الطراز الفيكتوري المعتم والمعقد. وهناك إذ تشعر بوحدة مؤلمة تسعى جاهدة كي تلفت أنظار والديها، كي تخرج من وحدتها بعض الشيء... لكن الوالدين منشغلان دائماً عن ابنتهما، بعشرات الشؤون الأخرى. فما العمل؟ كي لا تموت من الضجر تتمشى كارولاين في البيت الكبير محاولة استكشافه حتى اليوم الذي تعثر فيه على نفق، إذ تسلكه تجد نفسها في بيت شبيه تماماً ببيتها... وأمام شخصين يشبهان والديها كل الشبه، مع فارق أساس: هذان يهتمان بها ويخففان من وحدتها ومن ضجرها على عكس والديها الحقيقيين. ولنا أن نتخيل تطور الأحداث بعد ذلك. «خلاص ترميناتور» اخراج: أم. سي. جي - تمثيل: كريستيان بال - سام دورثنغتون من الصعب، طبعاً، تصور أن يشاهد المرء هذا الفيلم في مهرجان سينمائي... ولكن الأمور تختلف في الصالات التجارية، حيث يعرض هذا الجزء الجديد من سلسلة أفلام المبيد العالمي، بنجاح مدهش في ألوف الصالات حول العالم، ما يجعله يشكل ظاهرة الموسم. هنا في هذا الجزء نجدنا في عام 2018، بعد ان انتهى العالم بصيغته الراهنة، وبدأت الآلات تتجمع لتقوم بدور جديد لها في السيطرة على الكائنات البشرية ومعاقبتها على ما اقترفته في حقها وحق الكون يوم كانت، هي، مسيطرة عليه. ولكن، وسط ذلك الجحيم، ثمة من بقي يقاوم. يائساً لكنه يقاوم، وذلك تحت قيادة جون كونور، الذي يقوم بألف مسعى ومسعى، لإسقاط المدعو «سكاينات» وجيشه من المبيدين. فجأة يصل كائن بشري لا يتذكر من ماضيه إلا أنه سار يوماً في ما يسمى ب «ممر الموت». وهذا الكائن، ماركوس رايت، سيساعد كونور، ويعلّمه، أيضاً، أن كل ما كان تصوره لمستقبل الكون كان خطأً... «لا تلتفتي الى الوراء» اخراج: مارينا دي فان، تمثيل: صوفي مارسو ومونيكا بيلوتشي على رغم ان الدورين الرئيسين في هذا الفيلم (ولعلهما، في نهاية الأمر، دور واحد) تلعبهما اثنتان من فاتنات السينما الأوروبية، لم يقنع «لا تلتفتي الى الوراء أبداً» أحداً خلال عرضه في الدورة الأخيرة لمهرجان «كان». بل ان كثراً من النقاد وأهل المهنة اعتبروه - من دون رحمة - «أسوأ فيلم عرض في هذه الدورة». فهل هذا صحيح؟ أجل الى حد كبير. ذلك أن هذا الفيلم الذي يحاول أن يقدم حكاية تدور حول كاتبة تحقق نجاحاً في كتابة سير الآخرين، ما يجعلها تعتقد أن الوقت حان كي تكتب روايتها الأولى. وحين تبدأ كتابتها بالفعل، يواجهها عدد كبير من الصعوبات... والإشارات الغامضة في وقت يبدو أن كثراً من أهلها والمحيطين بها هم في طريقهم الى أن يتبدلوا شكلاً ومضموناً. وفي وسط ذلك المناخ «امرأة أخرى»... لكنها ليست أخرى تماماً. هي بالأحرى ذاتها. وعلى هذا النحو نجدنا أمام الفيلم وقد أضحى حافلاً بالادعاءات الفكرية والماورائية، وأمام حكاية لا يمكنها أن تقنع أحداً... والسؤال: إذا كان هذا الفيلم حصد فشلاً ذريعاً في «كان»، فهل يحقق نجاحاً في الصالات ولو بفضل ممثلتيه الفاتنتين؟