عن مشروع"كلمة"للترجمة صدر كتاب بعنوان"على خطى الصين يسير العالم"، للباحث كارل جيرث المتخصص في تاريخ الصين الحديث في جامعة أكسفورد، وترجمة طارق عليان. يتناول الكتاب التغيرات التي تحدد اتجاهات الأسواق الصينية في يومنا هذا والتي قد تحدث تحوّلاً في العالم في النهاية. فعواقب هذا التحوّل في الصين قد تُحدث تغيراً في العالم من نواح مهمة وإنْ كانت غير محددة في الغالب، لكن المؤكد أن مستقبل الصين ومستقبل العالم سيتشكلان بفعل اندفاع الصين نحو الاستهلاكية، فأينما تسير الصين يسير العالم، كما تبين فصول الكتاب. ويقدم الكتاب صورة نابضة بالحياة للصين المعاصرة، ويوفر جيرث كنزاً من المعلومات في صورة سهلة الاستيعاب ومثيرة للاهتمام. إنه مقدمة قيّمة لأهم أوجه الثقافة الاستهلاكية الصينية، ولا بد أنه سيكون مفيداً للقُرَّاء، من التنفيذيين الذين يريدون دخول سوق الصينيين إلى باحثي علم الاجتماع الحريصين على فهم التغيير الذي تُلحقه الثقافة الاستهلاكية بالصين. العنوان الكامل لكتاب جيرث هو"على خطى الصين يسير العالم: كيف يُحدث المستهلكون الصينيون تحوّلاً في كل شيء". وإذا كانت عبارة"كل شيء"تبدو وكأنها ضرب من ضروب المبالغة، فلنعط جيرث الفرصة لشرح ذلك، إذْ يرى أنه في وقت تحفّز النزعة الاستهلاكية الغربية النمط حدوث تغيرات كبيرة في الصين، نجد أن هذا الاتجاه ذاته له أيضاً تأثير هائل قادر على إحداث تغيرات ثقافية واقتصادية وبيئية جذرية داخل البلد وخارجه على السواء. يوصف الاستهلاك الصيني أحياناً بأنه وسيلة لإنقاذ الاقتصاد العالمي. وتمضي هذه النظرية على النحو الاتي: سيخلق الطلب الصيني على السلع الرفيعة التقنية والخدمات المالية والمنتجات الأخرى الأميركية والأوروبية فرص عمل ويعزز النمو الاقتصادي العالمي حتى مع تشجيعه على تحول الصين إلى الرأسمالية. ويبيّن جيرث مشكلة هذا التفكير، وهي أنها، مع دفع الحكومة الصينية في اتجاه النزعة الاستهلاكية، فتحت على نفسها الباب أمام عواقب غير مقصودة.