اقترحت الصين خريطة طريق لإنهاء النزاع السوري وطيّه، حين زارها الأخضر الإبراهيمي موفداً من الأممالمتحدة والجامعة العربية. وزيارته بكين هي خير دليل على حاجته إلى دعمها لنجاح وساطته. وهو يأمل في أن تؤدي الصين دوراً أكثر فاعلية في حل الأزمة السورية، فالعنف على الأمد الطويل حمل الأطراف كلها إلى الصدوع بأن موازين القوى تغيرت في الشهور ال19 الماضية، وبأن الأمور لم تعد على حالها. وشيئاً فشيئاً، أقر العالم بأن لا سبيل إلى الحل من غير حوار بين حكومة الأسد والثوار، ولم يعد من الممكن أن تحْمِل جهةٌ الجهة الأخرى على الاستسلام. ولا تقتصر الأزمة على معاناة الشعب السوري من الفظاعات المتولدة من الحرب، بل تتعداها إلى خطر زعزعة أعداد اللاجئين الكبيرة المتدفقة إلى دول الجوار، الاستقرارَ الإقليمي. ومع تقويض الحرب الأهلية موارد الحكومة السورية وإنهاكها قوى المعارضة، لم يحسم حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة التردد إزاء توسل القوة لحل النزاع. وأمام الإبراهيمي فرصة نادرة لنزع فتيل الأزمة ديبلوماسياً. ويجب إفساح المجال أمام مفاوضات السلام. والاقتراح الصيني ودعوة الإبراهيمي إلى بكين مؤشران إلى التزام الصين دور القوة الكبيرة المسؤولة. ولا تفرط خريطة الطريق المؤلفة من 4 بنود بمبدأ لطالما رفعت الصين لواءه: رفض نهج تغيير النظام، فمثل هذا التغيير غير مقبول لحل الأزمة السورية. وسلطت الاقتراحات الصينية الضوء على أهمية وقف النار وتقديم مساعدات إنسانية إلى السوريين الذين هم اليوم في أمسّ الحاجة إليها. والصين لا تستخف بتدهور الأوضاع في سورية. وتوجيه سهام النقد إليها واتهامها بأنها تتجاهل سفك الدماء في سورية في غير محلهما. ولا تتعارض خطة المرحلة الانتقالية السياسية مع ما سبق أن دعت إليه بكين: احترام خيارات الشعب السوري. ويُجمع المجتمع الدولي على حل النزاع السوري حلاًّ سياسياً غير عسكري. وخلاصة الاقتراح الصيني أن سورية لا تحتمل حرباً أهلية طويلة الأمد، وتجاهل الأمر الواقع فيها يؤدي إلى تفاقم العنف. * معلّق، عن"غلوبل تايمز"الصينية، 1/11/2012، إعداد م. ن.