أصبح من الواضح الآن بأن دورة كأس الخليج ال21 التي ستقام في البحرين في كانون الثاني يناير المقبل، ومعروف بأن المنتخب السعودي وقع في المجموعة الثانية إلى جانب الكويت والعراق واليمن. وقد تكون دورة الخليج غير مغرية، ولا يمكن وضعها في الميزان إلى جانب البطولات الأخرى الأكثر أهمية في نظر الكثيرين، ففوز المنتخب السعودي بكأس الدورة لن يضيف شيئاً، فقد استعصت عليه سنوات الى ان دانت له في نهاية المطاف، والحقيقة بأن المشاركة في هذه الدورة هي مجرد"مجاملة"، بعيداً عن أية اعتبارات اخرى، ولعل مشاركة المنتخب في الدورة الماضية قد تكون تأكيداً لهذا الاتجاه. ولكن المنتخب السعودي دفع ثمن ذلك باهظاً عندما خرج من الدور التمهيدي لكأس آسيا في أسوأ مشاركة للمنتخب السعودي منذ عام 1984، واليوم قد يتكرر الموقف اذا لم يكن المدير الفني للمنتخب جاداً في تهيئة المنتخب الذي يشرف عليه، والعمل على جدية أية مشاركة سواءً أكانت مقنعة ام لم تكن لبناء شخصية المنتخب كما كان في السابق، والاعتماد على من يستحق اللعب فيه، بعيداً عن المجاملات، او حتى القناعات الإدارية التي يعتقدون بأنها جادة. ودورة الخليج التي قلنا إن وقتها معروف الآن، والمنتخبات التي سيواجهها المنتخب السعودي كذلك، والمدة الزمنية المناسبة للبدء في التحضير للدورة لا يجعل النقاش يطول، ولا بد من إشعار مدرب المنتخب بأهمية الفوز بها لكي لا يضعها في حسابات اقل مما هو مطالب به، كما ان المشاركة يجب ان تخلو من تجارب اللاعبين كما حصل في اليمن عندما ابعد الكثير من النجوم، ولم يعد يضعهم في حساباته. اليوم يتكرر الموقف تقريباً فقد استعان ببعض اللاعبين ممن لم يكن في الحسابات لتمثيل المنتخب في المباراة الأخيرة امام الكونغو، لاعبين للمرة الأولى يمثلون المنتخب، وكأن هذا المنتخب مقدر له ان يكون حقلاً للتجارب مما افقده شخصيته واصبح غير مغرٍ للكثير من اللاعبين، وهذه هي الحقيقة التي يجب ان يدركها مدرب المنتخب من الجهاز الإداري الذي يعمل معه. واذا لم تتم المشاركة في دورة الخليج المقبلة بأفضل الأسماء والعمل منذ الآن على البدء في مراحل الاستعداد الجدية، فإن المنتخب ربما يخطو الى مراكز اقل مما هو عليه الآن. [email protected]