مثلما أثبت وجوده في أعماله الدرامية والسينمائية، حرص الفنان خالد الصاوي على الوجود مع المتظاهرين في ميدان التحرير، فكان شاهداً على تطورات الأحداث الساخنة التي شهدتها البلاد منذ انطلاقة ثورة 25 يناير، فهو يعتبر الميدان تجسيداً اجتماعياً وسياسياً للثورة، ورمزاً لإرادة الشعب. يستعد الصاوي ل"الليلة الكبيرة"، مع المخرج سامح عبد العزيز، وهو تعاونه الثالث مع أفلام السبكي بعد فيلم"كباريه"و"الفرح"، إلى جانب تجسيد شخصية"وحش الشاشة"فريد شوقي في مسلسل"الفتوة"... ولا يضيّع لحظة لا يفكر أو يمارس فيها السياسة، خصوصاً أنه يصف نفسه ب"الاشتراكي الثوري"، وهو عضو في حزب التحالف الشعبي"الثورة مستمرة". أما قبل الثورة، فكان عضواً في مركز الدراسات الاشتراكية في"تيار التجديد الاشتراكي"الذي شارك في تأسيس أحزاب يسارية، وبعضها ليبرالي،"لأنهم اختاروا طريقاً يحقق التوازن بين الصلابة الثورية والمرونة العملية"، بحسب الصاوي، الذي يرفض تحقيق كسب مادي من وراء العمل السياسي المنظم، فاهتمامه بالشأن العام يقتصر -كما يقول- على التطوع في العمل السياسي،"لأنه واجب وطني"، ولا يخشى تأثير السياسة على فنّه لأنه يفصل بينهما. حتى لو أخطأ الشعب... يعلِّق الصاوي على أجواء العملية الانتخابية، موضحاً أن هناك"ألعاباً"تدور لأهواء وأجندات، ويعتبر أن البرلمان في هذه الفترة ليس ميزة أو هدفاً في حد ذاته، لكنه مهم كمنصّة لتنفيذ أهداف الثورة من دون مساومات مع الطبقة الحاكمة. يقول إن البرلمان الحقيقي له شرطان: أن يكون من قلب الشعب، وأن يكون مركزاً للسلطة،"وإذا صار برلماناً هزلياً، سينقلب عليه الشعب في أي وقت". والأهم أنه يرى أن العبرة ليست في الانتماءات العقائدية،"إخوانية"كانت أو"سلفية"أو غير ذلك،"لأن المواقف العملية ستكشف معادن القوى والتيارات السياسية المختلفة ونيّاتها". يقول الصاوي:"من حق الشعب أن يختار، وإن كانت اختيارات خاطئة أو مضلَّلة، هذه ليست نهاية الكون، بل مشهد في فيلم وليس الفيلم كله". وعن تمدّد الإسلاميين على مسرح الأحداث، يرى أن السبب هو تصوّر الشعب الذي عاش في ظل الديكتاتورية، أن من يرفع راية الدّين هو الجسر الحقيقي إلى الخلاص والإصلاح، على رغم أن الشعب يضم أطيافاً وألواناً مختلفة، وكذلك النخبة والجيش. لكنه ضد فكرة تأسيس الأحزاب على المظاهر الدينية أو العلمانية، حتى لا يضلَّل الناس، وتُقتل الحرية والديموقراطية. لا يتخوف الصاوي من صعود"الإخوان المسلمين"إلى رأس السلطة ما دام ذلك نتيجة انتخابات نزيهة تعكس إرادة الشعب. لكنه ينتقد فكر الإسلاميين في إدارة شؤون البلاد بشعارات دينية، ويدافع عن قيام دولة مدنية وفصل الدين عن السياسة، أياً كانت القوى الحاكمة. وبخصوص تصاعد الأحداث في ميدان التحرير وإصرار الشعب على الاعتصامات، يرفض التصدّي لإرادة الشعب ورغبته في ملاحقة الفساد، معتبراً أنها"تجسيد اجتماعي وسياسي للثورة، وأيّ تنكر لها يعد خيانة للوطن". وعن الانفلات الأمني وانتشار أعمال البلطجة، يعتبر أنها حالة أفرزتها السلبية والسذاجة في التعامل مع الأحداث، محملاً أجهزة الدولة المسؤولية كاملة، رافضاً لوم الثورة على الفوضى أو الركود الاقتصادي، إذ يعتبر ذلك"شراً لا بد منه قبل تطور الثورة إلى نظام متكامل أرقى من النظام الذي قضت عليه". زمن الكاريزما انتهى وفي ما يخص الانتخابات الرئاسية، يؤكد الصاوي أنه سيعتمد في اختياره على موقف المرشح وليس على برنامجه الانتخابي أو"الكاريزما"، لأن زمن القيادات الكاريزمية انتهى، مشيراً إلى أنه"إذا وُجِد نظام برلماني حقيقي في مصر، لا يهم من يصير رئيساً، لأن الرئيس حينها لن يكون بمنأى عن المحاسبة". وعلى الصعيد الفني، يرى أنه لا مجال لتناول الموضوعات الرومانسية في الأعمال الدرامية أو السينمائية في الوقت الراهن، وسط الأحداث الساخنة التي تشهدها البلاد. كما لا يسعى حالياً إلى عمل يجسد نبض الثورة في شكل مباشر،"لأن التطورات أسرع من القدرة على القيام بذلك، لأن تلك الأعمال لا بد أن تأخذ وقتها في الكتابة والمعالجة بعد اكتمال الصورة في مصر، حتى تجسد ما حدث بصدق للأجيال المقبلة". ويستعد الصاوي للمشاركة في فيلم"الليلة الكبيرة"الذي يتناول عالم الموالد وما يدور في داخلها من خلال مجموعة من حكايات إنسانية تدور في المولد. ويجسد شخصية"ابن البلد"في حارة شعبية، على غرار دوريه في"كباريه"و"الفرح". كما يعدّ لمسلسل"الفتوة"الذي يعتبره تحدياً له، ويتناول علاقة فريد شوقي بالفنانة الراحلة هدى سلطان منذ تعارفهما، ثم تطور علاقتهما حتى صارت حديث المجتمع في الخمسينات من القرن الماضي، مما دفعهما إلى الزواج.