تحمل جوائز الشركات العقارية معها، في كل مرة، طعماً جديداً ولفتة متميزة لناحية تقدير الشركات العقارية المجتهدة في فئاتها المختلفة، وهذه بالطبع مبادرات مشكورة تضع النقاط على الحروف لناحية تكريم اللاعبين الأساسيين في السوق العقارية العربية، إن لناحية المشاريع الأكثر تميزاً، أو الأكثر التزاماً بمعايير الاستدامة، أو الأجمل تصميماً أو غيرها الكثير من الفئات التي لا تُعد. وكان هذا التوجه، الذي ظهر بقوة خلال الطفرة العقارية في الخليج قبل خمس أو ست سنوات، وترافق مع زحمة معارض ونشاطات وأحداث عقارية في المنطقة، ظاهرة جديدة بالنسبة إلى الشركات العقارية، في حينها، على رغم كثرة المشاريع والشركات والإنجازات العقارية. ويعود اليوم، ليظهر من جديد وإن بفئات تتماشى في شكل أكبر مع أحوال السوق وتوجهاتها، ومع النمط الذي تعمل في إطاره الشركات العقارية التي نجت من براثن الأزمة واستطاعت الصمود والاستمرار. وإذا حيّدنا أسماء الجوائز الكبرى التي بدورها استطاعت الصمود خلال الفترة الماضية، وهي اليوم معروفة في السوق العقارية ولا تتجاوز في عددها أصابع اليد الواحدة، لوجدنا أن هناك كثيراً من الجهات التنظيمية للجوائز بأسماء وعناوين مختلفة تمطر الشركات العقارية بعروض مغرية لنيل لقب أو جائزة عقارية في الوقت الحالي. ومن الشركات من يستجيب ومن لا يستجيب. وإذا بالصحف تكتب عن الشركة الفلانية التي نالت جائزة أفضل مشروع عقاري للعام، مع العلم أنها لا تملك في رصيدها مشروعاً عقارياً مكتملاً، أو عن الشركة الأكثر ثباتاً في السوق، في حين أن سجلها لا يمتد لأكثر من سنة، وسواها من الألقاب التي يضيع فيها الأصل من الفصل. إن طريقة الفوز بهذه النوعية من الجوائز والألقاب معروفة، وسهلة ولا تكلف الشركات سوى بعض الزيادة في موازنة التسويق، لكن من هو المسؤول اليوم عن الحد من موضة توزيع الألقاب؟ ومن هو المسؤول عن مراقبة معايير منح الجوائز؟ وكيف يمكن التخفيف من هذا الاتجاه غير العلمي لنيل الإنجازات العقارية الوهمية؟ في كثير من الأحيان، تدخل الشركات العقارية في منافسة شريفة في ما بينها لنيل جائزة مرموقة ومعروفة في السوق العقارية، فتقدم ملفاتها وكل الوثائق الداعمة لها، على أمل الفوز بجائزة محددة ترفع من اسمها التنافسي في السوق وتقدّم نوعاً من الدعم المعنوي لفريق عمل الشركة، معولة في ذلك على وعي الجمهور بالقيّم والعلمي والصادق من الجوائز. إن الفوز بالألقاب والجوائز مسألة جميلة ومشجعة وذات دفع معنوي كبير لتقديم مزيد من الإنجازات والاستمرارية في زخم أكبر، لكن الأجمل من ذلك لو أن جوائز مستحقة بمعايير علمية واضحة ومصدر معروف ولجنة تقويم معروفة الخبرة والتوجه والصدقية والموضوعية. * نائب الرئيس التنفيذي لتطوير العمليات والتسويق في"المزايا"القابضة