تنطلق مساء اليوم من مسرح شاطئ الراحة بأبو ظبي أولى حلقات البث المباشر من برنامج"شاعر المليون"في موسمه الخامس والذي تنتجه هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث في إطار استراتيجيتها الثقافية الهادفة، كما يقول مسؤولوها،"لصون التراث وتعزيز الاهتمام بالأدب والشعر العربي". وتبث الحلقات على مدى 15 أسبوعاً عبر قناة أبو ظبي الإمارات وقناة شاعر المليون في تمام الساعة العاشرة من مساء كل يوم ثلثاء. وبهذه المناسبة عقدت هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث مؤتمراً صحافياً للإعلان عن انطلاق الموسم الجديد، حضره المدير العام للهيئة محمد خلف المزروعي، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر التابعة للهيئة، وعيسى المزروعي مدير إدارة المشاريع في هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، وعدد من أعضاء لجنة التحكيم واللجنة الاستشارية للبرنامج، والإعلامي عارف عُمر مُعد البرنامج. وأكد مستشار الثقافة والتراث في ديوان ولي عهد أبو ظبي محمد خلف المزروعي أن برنامج شاعر المليون أصبح"ركيزة من ركائز الثقافة الخليجية والعربية، فالشعر تعبير عن ذات الإنسان، والاهتمام به عبر توثيقه ودراسته ونشره والتحفيز على نظمه، يأتي في صُلب استراتيجيتنا، وسعياً للحفاظ على ذاكرتنا الوجدانية والتاريخية". وأوضح المزروعي في مؤتمر صحافي عقد في أبو ظبي، أنّ أعمار الآلاف من الذين تقدّموا بطلبات الترشيح للموسم الخامس من"شاعر المليون"انحصرت ما بين 11، و80 سنة، وذلك"على رغم وضوح شرط السن بين 18 و 45 سنة ضمن المعايير المعتمدة للمسابقة، كما تلقت أكاديمية الشعر قصائد لفتيات وفتيان بين 12 و 15 سنة". وأكد أنّ هذه المشاركات تُبشّر بالخير وبمستقبل الشعر النبطي الذي سيبقى"تراثاً أصيلاً مُصاناً للأجيال القادمة، وذلك بغض النظر عن مستوى قصائد هذه الشريحة العمرية الهامة". وأضاف قائلاً:"كما ويدل ذلك على النجاح الباهر والانتشار الواسع الذي حققه البرنامج مع بدء موسمه الخامس". وذكر المزروعي أن محطات لجنة التحكيم في كل من أبو ظبي وعمّان والكويت ? صاحبة البيرق ? قد شهدت إقبالاً مُتزايداً من قبل شعراء النبط، وقابلت اللجنة ما يزيد عن 1600 شخص من بين آلاف المتقدمين عبر البريد الإلكتروني للمُسابقة، مثلّوا 20 دولة. إعادة فرز ومن المعروف ان البرنامج مع انطلاقته الأولى في عام 2006 استطاع تغيير خريطة الشعري النبطيّ وإعادة فرز الساحة الشعرية وترتيبها وإنصافها وأصبح شاعر المليون برأي الشعراء والخبراء والباحثين هو المقياس الحقيقي لقدرة الشاعر وجماهيرته. وأكد المزروعي أنّ التنافس اليوم بين الشعراء يعتمد على مسرح مفتوح يُتابعه ملايين المشاهدين عبر الفضائيات. وهو"تنافس شريف جاد، ولجنة تحكيم مشهود لها بالدقة والنزاهة، والجمهور يتمتّع بذائقة وحسّ فنّي كبير، إضافة إلى الشفافيّة والصدقيّة في الطرح والأداء، فضلاً عن التطوير المستمر في آليات التنافس والترشح وفقرات البرنامج بأسلوب إخراجي وفني مميز، جعل منه من دون منازع البرنامج الشعري الأكثر جماهيرية في العالم". وذكر المزروعي أن الموسم الماضي الرابع من"شاعر المليون"2009- 2010 قد حاز"وبصورة غير مسبوقة على اهتمام وسائل الإعلام العالمية التي تحدثت عن الجهود الحثيثة التي تبذلها أبو ظبي للارتقاء بالشعر النبطي والتراث عموماً، وجهودها في نقل المُنجز الثقافي المحلي إلى العالم عبر منظمة اليونسكو وغيرها من المؤسسات الإقليمية والدولية ذات الصلة". ولفت الى ان المسح الإحصائي في شبكة الإنترنت يظهر"ملايين التقارير والمعلومات عن شاعر المليون"تتناول القيمة التراثية الثقافية للبرنامج، وتظهر الاهتمام الواسع للرأي العام العالمي بالرسالة الإنسانية للبرنامج، وتؤكد الدور الكبير لأبو ظبي على الخريطة الثقافية العالمية. وقال مدير أكاديمية الشعر وعضو لجنة تحكيم المسابقة إنه مع بداية هذا الموسم، وانتهاء جولات الموسم الخامس تلقت المسابقة أكثر من 78 ألف طلب للاشتراك"وهو رقم قياسي آخذين في الاعتبار جميع الطلبات التي وردت من طريق الاشتراك الالكتروني عبر موقع المسابقة أو الفاكس أو حتى التسجيل بالحضور الشخصي في أماكن محطات الجولات". كما بلغ عدد جنسيات الدول التي تقدم منها شعراء للاشتراك - وفق ما اعلنه مدير الأكاديمية - 38 دولة عبر تاريخ المسابقة، من بينها جميع الدول العربية ومن دول غير عربية مثل الولاياتالمتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وألمانيا واستراليا والهند وباكستان وغيرها. وخضع هؤلاء الشعراء، كما يؤكد المسؤول، إلى اختبارات كتابية وشفاهية،"لتحديد مستوى المتنافسين والمتنافسات في جوانب أخرى غير تلك المتعلقة بقديم قصيدة واحدة أمام اللجنة عند مقابلتها، حيث ارتأينا منذ الإعلان عن الدورة الخامسة من المسابقة 2011 - 2012 عن ضرورة إيجاد معايير جديدة لاختيار نخبة النخبة من الشعراء، إلى جانب المعايير والأسس الفنية والنقدية الصارمة، وخصوصاً ما يتعلق بالوزن وبالقافية وباللغة الشعرية وبالبناء الفني، وبالصور وبالتراكيب". وسيستمر مُقدّمو المسابقة المذيع حسين العامري والمذيعة حصة الفلاسي في تقديم الحلقات الأسبوعية من الجولة الخامسة على مسرح شاطئ الراحة، ليكون هذا الموسم هو الموسم الأول الذي يشهد ثبات المقدمين وعدم تغييرهما. وستشهد المسابقة في دورتها الخامسة العديد من التغييرات والفقرات الجديدة، منها وجود فقرة بخاصة في كل حلقة من حلقات المسابقة، بخاصة بالتحليل النفسي لأداء الشعراء وحضورهم في كل حلقة من الحلقات، وستقدم هذه الفقرة الدكتورة نادية بوهنّاد المختصة في علم النفس. المغاني كما يصاحب المسابقة برنامج شعري ثقافي أسبوعي يحمل عنوان"المغاني"، من تقديم الإعلامي عارف عمر، وسيكون موعده مساء الأربعاء من كل أسبوع، ويستضيف فيه الإعلامي مجموعة من الإعلاميين والنقاد، وسيخصص جزء منه لتحليل حلقة اليوم السابق، إلا أن المساحة الأكبر منه ستكون مخصصة للنقاش بشكل عام حول الثقافة المحلية والعربية وشؤونها. ونذكر اخيراً ان قيمة جوائز المسابقة للفائزين الخمسة الأوائل تبلغ 15 مليون درهم إماراتي، حيث يحصل صاحب المركز الأول والفائز بلقب شاعر المليون وبيرق الشعر على 5 ملايين درهم، بينما يحصل صاحب المركز الثاني على 4 ملايين درهم، والثالث على 3 ملايين درهم. إضافة الى منح الفائز الرابع مليوني درهم، والخامس مليون درهم إماراتي.