ردت وزيرة الخارجية الباكستانية حنا رباني خار على ما سمته"المزاعم الأميركية"باستخدام أجهزة الاستخبارات الباكستانية"شبكة حقاني"المرتبطة بحركة"طالبان"، ذراعاً لها ضد أفغانستان، بالتشديد على أن الأميركيين"يحاولون عزل باكستان وشعبها"، مؤكدة أن هذا الأمر"مستحيل". وحذرت من ان واشنطن تغامر بخسارة التحالف مع إسلام آباد. واعتبر رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أن الأميركيين"لا يحسنون التعامل"مع بلاده التي"لا يستطيعون العيش من دونها، لذا عليهم بذل جهود لإزالة أي سوء فهم". جاء ذلك بعدما أصرّ رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الأميرال مايك مولن اول من أمس على أن الاستخبارات الباكستانية"تدعم فعلياً شبكة حقاني في تصدير العنف لأفغانستان"، بعد استهداف السفارة الأميركية ومقر الحلف الأطلسي ناتو في كابول الأسبوع الماضي، ومهاجمة قاعدة الحلف في ولاية ورداك غرب أفغانستان هذا الشهر. وخاطبت رباني خار الأميركيين خلال زيارتها نيويورك أمس قائلة:"ستخسرون حليفاً. لا تستطيعون تحمل عزل باكستان وشعبها، وإذا اخترتم أن تفعلوا ذلك سيحصل على حسابكم". كما رفضت وجود أي جندي أميركي على أرض باكستان. ويمكن أن تؤثر التوترات المتنامية بين الولاياتالمتحدةوباكستان على منطقة آسيا كلها، من الهند المزدهرة اقتصادياً الى الصين التي زادت قرباً من إسلام آباد خلال السنوات القليلة الماضية لتعويض تقليص واشنطن مساعداتها لباكستان، وآخرها بليون دولار من المساعدات العسكرية اشترط الكونغرس هذا الأسبوع لمنحها شن الجيش الباكستاني عملية واسعة ضد"شبكة حقاني"في إقليم شمال وزيرستان القبلي شمال غرب. لكن خبراء في العلاقات الباكستانية - الأميركية شككوا في احتمال قطع واشنطن مساعداتها لإسلام آباد بالكامل، وأن تسعى إلى تصعيد أزمتها مع إسلام آباد. واعتبرت مليحة لودهي، سفيرة باكستان السابقة لدى واشنطن، أن"الإدارة الأميركية تملك مفتاح المساعدات المالية لباكستان، لكن الأخيرة تستطيع خنق القوات الأميركية وقوات الحلف الأطلسي في أفغانستان، في ظل إرسال أكثر من 70 في المئة من الإمدادات العسكرية والذخيرة والوقود إلى هذه القوات عبر أراضي باكستان، والتي لا بديل مناسب لها". ورأى المدير السابق للاستخبارات العامة الباكستانية مسعود شريف ختك ان من مصلحة الطرفين التوصل إلى صيغة تفاهم بدلاً من التصعيد، مشيراً إلى أن باكستان ما زالت تملك، على رغم تدهور اقتصادها وضعف سياستها الخارجية، مفاتيح حل كثيرة لمساعدة واشنطن في الخروج من ورطتها الأفغانية. وقال إن"سحب القوات الباكستانية من منطقة القبائل لا يهدد أمن باكستان بمقدار ما يهدد قوات الناتو في أفغانستان"، موضحاً أن الجماعات المسلحة الباكستانية"لا تريد الانفصال عن الوطن بمقدار الاحتفاظ بنوع من الاستقلال في العمل ضمن مناطق القبائل بعيداً من إملاءات إسلام آباد التي ترى الجماعات أنها تلبي رغبات واشنطن أكثر من كونها تتبع سياسة أمنية داخلية لباكستان". وكان مدير الاستخبارات الباكستانية الجنرال أحمد شجاع باشا زار واشنطن قبل ثلاثة أيام، فيما أجرى مدير مكتب التحقيقات الفيديرالية أف بي آي روبرت مولر محادثات في إسلام أباد، بعدما صرح السفير الأميركي هناك، كاميرون مونتر، بأن بلاده تملك أدلة على تورط الاستخبارات الباكستانية بالإشراف على نشاطات"شبكة حقاني"وتمويلها وتأمين حماية لها، وبأنها ساندت الهجوم الأخير في كابول.