عقب خسارة المنتخب السعودي أمام ضيفه الأسترالي في تصفيات كأس العالم 2014 خرج البعض مطالباً بإقالة المدرب الهولندي فرانك ريكارد على اعتبار أنه"مقلب"و"مفلس"وغير هذا من عبارات الانتقاد التي لم تكن تستند إلى المنطق.. جميعنا نتفهم صدمة الشارع الرياضي بالخسارة القاسية، ولكن يبقى أن هناك حواراً عقلانياً وهادئاً يجب أن يدور بعيداً عن التشنج والمكابرة أو حتى تصفية الحسابات.. هناك حقيقة يجب أن نعترف بها وهي أن المنتخب السعودي يعاني نكسة حقيقية توازي ما تعرفه منتخبات المغرب والجزائر ونيجيريا والكويت والمجر تلك المنتخبات العظيمة التي أصبحت في الصفوف الخلفية بعد سنوات طويلة من التألق، والتفكير المنطقي يقودنا إلى معرفة أن المنتخب السعودي لا يمتلك القدرة على تخطي منتخب قوي مثل أستراليا المرشح لتكرار النتيجة على أرضه في مرحلة الإياب. كثيرون ذهبوا إلى الشماتة والاستهزاء بالمنتخب السعودي عقب خسارته أمام أستراليا وكأن المنتخب ملك لريكارد أو للأمير نواف بن فيصل متناسين أن هذا الشعار ملك للسعوديين جميعاً.. بالتأكيد النتيجة أصابتنا بخيبة الأمل ولكن يبقى أن هذا أقصى ما لدى اللاعبين في انتظار مزيد من العمل والجهد للارتقاء بمستوى المنتخب دون التفكير بالحل الأسهل وهو إقالة المدرب وحل الجهاز الإداري.. أيضاً هناك حقيقة يجب ألا نتناساها مجاملة لهذا أو خوفاً على مشاعر ذاك فالمنتخب الجيد يبقى أبن بيئة صحية، ومتى ما أصبحت أجواء المنافسات المحلية ملوثة بالقرارات الخاطئة وتخبطات اللجان والمجاملات الواضحة والتمييز بين الأندية بحسب أسماء الرؤساء ومكانتهم الاجتماعية فلن تقوم للمنتخب قائمة، إذ إن هذه الأمور تعكس غياب الاحترافية في العمل وهذا يكفي لنسف المجهودات مهما بلغت درجة الإتقان في وضع الخطط لأنها ستبقى حبراً على ورق. شخصياً لا أعتقد أن ريكارد سيستطيع خلال فترة عام أن يساعد المنتخب السعودي على تخطي أستراليا أو اليابان، لكنه يستطيع تطوير الأداء لمنافسة منتخبات كوريا الجنوبية وإيران وهذا باعتقادي يكفي لبلوغ نهائيات كأس العالم على اعتبار أن هناك أربعة مقاعد ونصفاً للقارة الآسيوية.. المهم الآن أن يعمل المسؤول الأول عن كرة القدم على سرعة ترتيب البيت من الداخل، من خلال إبعاد المقصرين وعديمي الجدوى ومن ثبت تكرارهم للأخطاء، فضلاً عن تقديم الشكر لكثير من كبار الموظفين الذين أدوا واجبهم في فترة سابقة وفق متطلبات تلك الفترة.. يجب على المسؤول الأول أن يحلل أخطاء الموسم الماضي سريعاً وأن يعيد محاسبة المقصرين، خصوصاً أولئك الذين لطخوا سمعة الاتحاد السعودي لكرة القدم وقادوه من خلال هفواتهم إلى المحاكم الدولية، وبغير هذا الأجراء لن يتغير شيء وستعاني كرة القدم السعودية أندية ومنتخبات ضعفاً في المخرجات سيؤدي إلى مزيد من التراجع، ولا أعتقد أن الرئيس العام لرعاية الشباب بصفته رئيس اتحاد كرة القدم بحاجة إلى تجميع أصحاب القدرات المحدودة حوله لأنه في النهاية مسؤول يبحث عن النجاح والخروج يوماً ما من منصبه بسمعة جيدة. وحتى يتغير الوضع سنوجه الانتقاد إلى المسؤول الأول عن كرة القدم السعودية ولن نتحدث عن الموظفين أو المستشارين أو ورؤساء اللجان لأن وجودهم جاء بموافقة رئيس اتحاد كرة القدم واستمرار تخبطاتهم يتم تحت نظره! Talal [email protected]