مقديشو - أ ف ب، رويترز - هددت «حركة الشباب المجاهدين» المتمردة أمس بشن «عدد كبير» من الهجمات في الصومال، بعد الهجوم الانتحاري الذي أودى بحياة أكثر من سبعين شخصاً في مقديشو. وقال الناطق باسم الحركة علي محمد راج: «نعد بأن تصبح هذه الهجمات ضد العدو روتيناً وستتزايد يوماً بعد يوم». وفجر انتحاري أول من أمس شاحنته المفخخة بمبنى حكومي في مقديشو، ما تسبب بانفجار قوي جداً أدى إلى مقتل العشرات وإصابة أكثر من مئة آخرين. وقال شهود إن حجم الخراب كان الأسوأ الذي شهدته الصومال منذ بدء الحرب الأهلية قبل عقدين. والهجوم هو الأول منذ انسحاب المتمردين من مقديشو في آب (أغسطس) الماضي في خطوة قالوا إنها تغيير في التكتيك العسكري. واعتبر راج أمس أن هجوم الثلثاء «وجّه ضربة إلى المرتزقة الذين يخدمون مصالح الكفار الذين يعتقدون أنهم استولوا على مقديشو». وأضاف في تصريحات بثتها إذاعة «الأندلس» الناطقة باسم «الشباب»، أن «الهجوم يثبت أننا لا نزال في مقديشو، خصوصاً في منطقة الكيلو 4»، التي استهدفها الانتحاري. وأوضح أن الانتحاري الذي قاد الشاحنة المليئة بالمتفجرات في مقديشو، صومالي يدعى بشار عبدالله نور. وأضاف أن «الأعداء الذين قتلهم نور سيذهبون إلى الجحيم»، مشيراً إلى أن «هؤلاء الذين يريدون احتلال بلدنا سيقتلون أو سيصابون بجروح». ورأى محللون أن التفجير يظهر القوة العسكرية للمتمردين حتى بعد انسحابهم من قواعدهم في مقديشو حيث شنوا هجمات عنيفة ضد الحكومة وضد قوات الاتحاد الأفريقي «أميصوم». وشدد علي راج على أن «الهجوم هو تحذير إلى الأجانب الذين جاؤوا إلى الصومال تحت رايات عدة لسرقة ثرواتنا الطبيعية وتقسيم شعبنا». ووصف الناطق ب «الأكاذيب» المعلومات عن «جرح طلاب في الهجوم الانتحاري»، مؤكداً أن «المجاهدين لا يهاجمون أبداً... من دون امتلاك المعلومات اللازمة». وكان عدد كبير من ضحايا الاعتداء طلاب ينتظرون أمام وزارة التربية نتائج امتحان للحصول على منحة للدراسة في تركيا، كما ذكرت مصادر في الحكومة وقوة «اميصوم». وقال راج إن «هدفنا لا يقضي بأن نلحق الأذى بإخواننا المسلمين، وندعوهم إلى تجنب الوقوف قرب الأماكن التي يرتادها الكافرون والمجموعات المرتدة». من جهته، حض رئيس الوزراء الصومالي عبدالولي محمد غاس عمال الإغاثة على عدم ترك بلاده بسبب الهجوم، متعهداً تحسين الأمن. وقال رداً على سؤال في أديس أبابا أمس: «على المانحين ألا يقلصوا دعمهم للشعب الصومالي... سنعمل على التأكد من أن قوات الشرطة والأمن ستبذل جهداً أكبر. الحكومة الانتقالية ملتزمة إنهاء هذا التهديد».