رداً على تعقيب المدير العام للمركز الإعلامي بالهيئة العامة للسياحة والآثار يوم الأحد «5 ذو القعدة 1432ه»، (2 تشرين الأول/ أكتوبر 2011)، بعنوان: «بل نحن نقوم بواجبنا يا حاتم»! اطلعت على رد المدير العام للمركز الإعلامي بالهيئة العامة للسياحة والآثار ماجد الشدي، وأحب أن أوضح ما يأتي: أولاً: كنت أتمنى أن يتثبت الأخ ماجد من كلامي، ولا يعتمد على مجرد خبر منقول في الصحف، لم يراعِ الدقة في النقل. كما كنت أتمنى ألا يخرج رده شخصياً، فعندما ينتقد عضو مجلس شورى مؤسسة من مؤسسات الدولة (وهو الذي اختارته الدولة لمحاسبة مؤسساتها)، ويمارس نقده تحت قبة مجلس الشورى، لا في وسائل الإعلام، فهو يؤدي أمانته ووظيفته التي أناطتها الدولة به، وليس خصماً ولا متدخلاً في صلاحيات غيره، بل مواطنته وأمانته ووظيفته هي التي تجعله ينتقد، مبدياً رأيه بكل حب ونصح. وهذا هو عمله. ثانياً: لم أقل في مداخلتي في مجلس الشورى إن الهيئة العامة للسياحة والآثار هي التي تعمدت إهمال الآثار، وإنما كان كلامي عن إهمال متعمد يصل حد التدمير والهدم كان قد سبق إنشاء الهيئة أصلاً، بحجج شرعية واهية، وبدعوى خشية الشركيات والبدع. هذا هو ما تحدثت عنه، وكان كلامي صريحاً في توجيه اللوم إلى ذلك الغلو الديني والضعف الفقهي الذي يبيح هدم تراثنا وتَعْفِية مآثرنا بنحو تلك الحجج الضعيفة. وكلنا يعلم أن هيئة السياحة والآثار لا علاقة لها بهذه السياسة الخاطئة تجاه آثارنا الإسلامية، ولا علاقة لها بتلك الاحتجاجات الواهية. فليت الأخ ماجد تثبت قبل هذا الرد، الذي خرج شخصياً! ثالثاً: ذكر الأخ ماجد الأمر السامي الكريم رقم 3212/ب وتاريخ 14 - 4 - 1429ه، والقاضي بالتأكيد على الجهات الحكومية بتطبيق الأحكام الواردة في نظام الآثار، خصوصاً ما يتصل بحفظ الآثار الإسلامية التاريخية بما يجنبها الإزالة أو الاندثار بأي فعل من الأفعال، وبما يضمن ألا تكون مكاناً لغير ما تدل عليه من مدلولات تاريخية أو أثرية أو عمرانية. ولا يعلم الأخ ماجد أنني ذكرت في مداخلتي هذا الأمر السامي بتاريخه، وأشدت به، وتمنيت للهيئة العامة للسياحة والآثار أن تُوفَّق لتحقيق هذا الأمر، الذي سعت لاستصداره. رابعاً: نسبت الصحف إليّ أنني تحدثت عن إهمال مسجد بناه عمر بن الخطاب، والصواب أني تحدثت عن مسجد بناه الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز، في المدينةالمنورة. خامساً: كنت أتمنى من الأخ ماجد بدلاً من أن يُخرج هذا الرد الشخصي أن يَتَقَوَّى بمداخلتي في تحقيق مساعي هيئة السياحة والآثار، للحفاظ على ما تبقى من الآثار، بعد كل ما زال منها! فالحفاظ على الآثار هو هدف الهيئة، وهو هدفي من مداخلتي. وليس هدف الهيئة هو الدفاع عن جهات أخرى تعرقل جهودها في الحفاظ على الآثار الإسلامية وغير الإسلامية! أما ما تحدثت عنه من وجود آثار مهملة حتى اليوم، فهذا واقع لا يستطيع أن يشكك فيه أحد؛ لأن أدلته هو الواقع المشاهد! ومن ذلك المسجد الذي أشرت إليه، وغيره. وأنا شخصياً مستعد أن أعين الهيئة في الوقوف على تلك الآثار المهملة، فليس إنكار ذلك ما يجدي شيئاً. ولكني لا أحمل الهيئة مسؤولية هذا الإهمال سابقاً، لكنها ستتحمل المسؤولية لاحقاً، إذا لم تتدارك الوضع. وهي أحرص على ذلك، ولا أشك أنها ستسعى بكل قواها في الحفاظ على ما تبقى منها، وترمم ما يمكن ترميمه منها؛ لتبقى معالم أثرية، تثري الساحة والدراسات العلمية بعدد من وجوه الإثراء المعنوي والمادي. أخيراً: لقد قرأت ما نشرته بعض الصحف عني في تلك المداخلة، الذي يظهر أن المراسلين أخذوه من أحدهم، وقد صاغه هذا المراسل صياغة ضعيفة، لا تمثل الواقع، فأخذه زملاؤه منه، ونشرته بعض الصحف. وفي مجلس الشورى تسجيل مصور للجلسة، فيمكن الرجوع إليه للتثبت، إذا اضطر الأمر إلى ذلك. وإني لمطمئن بأن الهيئة العامة للسياحة والآثار مضطلعة بمهماتها، وسنجد آثارها في آثارنا قريباً بإذن الله. عضو مجلس الشورى