أعلنت السلطات التونسية أن نحو 250 مهاجراً سرياً فروا من ليبيا، اختفوا أمس قبالة السواحل التونسية بينما كانوا يحاولون الوصول إلى إيطاليا على متن مركب تعرض للغرق، مشيرة إلى أنها تمكنت من إنقاذ نحو 600 آخرين. ويقوم الحرس البحري والجيش التونسيان منذ أول من أمس بعمليات إنقاذ لانتشال هؤلاء اللاجئين الأفارقة والآسيويين الذين كانوا يحاولون الوصول على متن قارب إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. وأصاب القارب عطل الثلثاء على بعد 36 كلم من جزر قرقنة التونسية جنوب، لكن سوء الأحوال الجوية أخر عمليات الإنقاذ. وفي نهاية المطاف، جنحت سفينة الصيد المكتظة إثر تدافع الركاب لدى محاولتهم الصعود على متن قوارب إنقاذ صغيرة أرسلتها السلطات. ومن أصل 570 شخصاً تم إجلاؤهم، نقل إلى مستشفى صفاقسجنوب سبعة جرحى وامرأتان حاملان. وتوفي مهاجران ونقلت جثتاهما إلى قسم الطب الشرعي في المدينة. أما الناجون الآخرون، فنقل حوالى 200 منهم إلى مخيم الشوشة جنوب القريب من الحدود التونسية - الليبية، على بعد أكثر من 300 كلم من صفاقس. وسينضم إليهم المهاجرون الآخرون الذين نجوا من الغرق. ومنذ سقوط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والانتفاضة في ليبيا، تواجه إيطاليا تدفقاً غير مسبوق للاجئين. وتدفق في الأشهر الماضية آلاف المهاجرين التونسيين السريين الذين يبحثون عن عمل في أوروبا، ولاجئون فروا من الحرب في ليبيا، إلى جزيرة لامبيدوزا الصغيرة الواقعة بين صقلية وتونس. ويقول الدفاع المدني الإيطالي إن نحو 40 ألف مهاجر، منهم نحو 20 ألف تونسي، وصلوا منذ بداية السنة إلى السواحل الإيطالية. لكن حوادث غرق السفن التي تنقل هؤلاء المهاجرين السريين والمكتظة في معظم الأحيان تكررت في الشهور الماضية. وقتل 150 لاجئاً صومالياً واريترياً قبل شهرين لدى غرق زورقهم الذي كان آتياً من ليبيا، فيما أنقذت القوات المسلحة المالطية الأربعاء زورقاً كان ينقل 76 لاجئاً فروا من مدينة مصراتة الليبية التي تحاصرها قوات العقيد معمر القذافي.