اشتبكت قوات أفغانية مع مقاتلين من حركة"طالبان"في مدينة قندهار جنوبأفغانستان لليوم الثاني امس، بعدما شن مقاتلو الحركة سلسلة هجمات بقذائف صاروخية وعمليات انتحارية استهدفت مباني حكومية بينها مقر حاكم الولاية الذي تحصن المسلحون داخله. وقال الجنرال رازق من شرطة الحدود إن عدد القتلى جراء المعارك التي استمرت طيلة ليل السبت ? الأحد ارتفع إلى ثلاثة وأصيب 46 آخرون بينهم 24 من رجال الشرطة بجروح. وتحدث مسؤولون آخرون عن 4 قتلى، هم مدنيان ورجلا امن. وتواصل امس سماع دوي إطلاق نار من رشاشات وانفجارات، مع استمرار القتال في منطقتين في مدينة قندهار في وقت قضت قوات أفغانية مدعومة بجنود من القوة الدولية للمساعدة في إحلال الأمن إيساف التي يقودها حلف شمال الأطلسي على جيوب المقاومة المتبقية للمقاتلين. وقال حاكم قندهار توريالي ويسا الذي كان مجمعه في قلب المدينة أول مكان تعرض للهجوم بوابل من القذائف الصاروخية السبت، إن المسلحين يبدون مقاومة شرسة. وفي بيان عبر التلفزيون، تعهد ويسا بأن المسلحين الذين اطلقوا النار على مجمعه من مركز تجاري قريب سيقتلون"واحداً تلو الآخر". وأعلنت حركة"طالبان"مسؤوليتها عن الهجمات المتزامنة على مكتب ويسا وجهاز الاستخبارات الأفغاني ومواقع للشرطة وقالت إنها جزء من هجوم فصل الربيع الذي بدأ في مطلع الشهر الجاري. ونفت الحركة أن تكون الهجمات التي شارك في تنفيذها أكثر من ستة مفجرين انتحارين واستخدمت فيها آليات مفخخة، لا علاقة لها بالانتقام لمقتل زعيم تنظيم"القاعدة"أسامه بن لادن على رغم مزاعم بذلك من جانب الرئيس الأفغاني حميد كارزاي. ووقعت هجمات أخرى في وادي نهر ارغنداب المجاور الذي يقع إلى الغرب من المدينة وهو ممر مهم يستخدمه المتمردون في نقل المقاتلين والأسلحة إلى قندهار. وكانت قندهار معقل حركة"طالبان"، مركزاً لعمليات عسكرية العام الماضي، وقال قادة عسكريون أميركيون ومن حلف شمال الأطلسي انهم حققوا بعض المكاسب الأمنية لكنها مكاسب هشة. وبلغ العنف في أفغانستان في عام 2010 أعلى مستوياته منذ إطاحة حكومة"طالبان"أواخر عام 2001. وتمكنت الحركة من تنفيذ عدد من الهجمات الكبيرة داخل قندهار وفي العاصمة كابول خلال العام الماضي، على رغم تشديد قوات الأمن الأفغانية والدولية للإجراءات الأمنية حول المدينتين. وهرب مئات السجناء غالبيتهم من المتمردين من سجن في قندهار الشهر الماضي عبر نفق حفره مسلحون من"طالبان". ووصف ناطق باسم كارزاي الهروب بأنه" كارثة"للحكومة. من جهة أخرى، اعتقلت قوات الأمن الأفغانية في إقليم ننغرهار مجموعة تضم أربعة أطفال ثلاثة منهم باكستانيون كانوا يخططون لتنفيذ عمليات انتحارية داخل أفغانستان. ونقلت وكالة أنباء"بختار"الأفغانية عن الناطق باسم المديرية الوطنية للأمن أن دي أس لطف الله مشعل قوله في مؤتمر صحافي امس، انه تم اعتقال الانتحاريين الأربعة القصّر على يد القوى الأمنية بعد دخولهم البلاد عبر معبر تورخم الحدودي. وثلاثة من المعتقلين من مواليد خير آباد في بيشاور فيما الرابع أفغاني من إقليم لوغار كان يتلقى دروساً دينية في المنطقة الباكستانية القبلية، وتراوح أعمارهم بين 12 و14 سنة. وأشار مشعل إلى أن الأطفال اعترفوا عند بدء التحقيق معهم بأنهم تدربوا على الجهاد وتفجير قوات أجنبية في أفغانستان كما تلقوا دروساً دينية في وادي سوات الباكستاني. وحصل الأطفال على مبلغ 5000 روبيه باكستانية أي حوالى 60 دولاراً فقط لعبور الحدود إلى أفغانستان وتفجير موكب أجنبي في لوغار. وذكر مشعل أن طفلاً خامساً اعتقل أيضاً في موقع منفصل قبل أن يتمكن من تفجير حزام ناسف قرب أعضاء من"فريق إعادة إعمار إقليمي"أميركي في منطقة غازني. واعترف الطفل أيضاً انه تعلم وتدرب في باكستان وأرسل إلى أفغانستان لتنفيذ تفجير انتحاري ضد قوات أجنبية.